الجزيرة - وكالات:
يختلف انطباع الأطفال عن اليوم الأول من الدراسة، فهو عيد ليس كالأعياد بالنسبة للتلاميذ الجُدُد، لكن التلاميذ والطلبة القُدامى والذين ينطبق عليهم فعلاً وصف العائدون إلى المدارس يستقبلون هذا اليوم بفتور ونفور.
يقول العالم النفساني وطبيب الأطفال باتريك كيلي من مركز جون هوبكنز «غالبية الأطفال يستقبلون العام الدراسي الجديد بفتور ويكون اليوم الأول من أصعب أيامهم». لكن الأمر يختلف عند الملتحقين الجُدُد، فهؤلاء يعيشون فترةً يستقبلون العام الدراسي بحماس، ويعيشون فترةً شبيهةً بشهر العسل. لكن هذه الحماسة سُرعان ما تتلاشى بعد مرور شهر أو أكثر، إذ يتحول الافتتان بجو المدرسة الجديد إلى روتين يومي مُرادف للواجبات المنزلية والتمارين الصعبة والمناهج المكثفة والحرمان من ترف الراحة والأنشطة الترفيهية التي تعود عليها في عطلة الصيف. وهنا تطفو على السطح إحدى القضايا الأكاديمية والاجتماعية الهامة.
وهذا أمر طبيعي حسب عُلماء الاجتماع، فالجديد سُرعان ما يبلى، والمثير سُرعان ما تختفي إثارته، وكل مشاعر الحماسة تخفُت ويجد الطفل نفسه أمام تسعة أشهر طوال يمكنه جعلها سماناً كما يمكنه جعلها عجافاً. وهكذا، ما أن يمر “شهر عسل” الطلبة الجُدُد حتى يبدؤوا بالتذمر والشكوى. وتُصبح عبارات «أشعر بالملل، أكره المدرسة» من أكثر العبارات التي تتداولها ألسنتهم. ويقول باتريك كيلي إن مفتاح علاج هذا التذمر يوجد لدى الآباء، واكتشاف أسباب تذمر أطفالهم من المدرسة من مسؤوليتهم. ويضيف «بعض الأطفال الملولين قد يكونون بحاجة بالفعل إلى أشياء أكثر استفزازاً لذكائهم وإثارةً للتحدي داخل الصف الدراسي، بينما ينتهي المطاف بآخرين إلى اللامبالاة وعدم الاكتراث كوسيلة للتمويه والتغطية على حقيقة كونهم متعثرين دراسياً أو ضُعفاء». وقد يستخدم بعض التلاميذ والطلبة مثل هذه التعابير كنوع من التعويض ورد الفعل ضد ما يتعرضون له من ضُغوط اجتماعية مثل تكرر تعرضهم للإحراج من المدرسين أو التحرش أو التنمر من زُملائهم أو وسطهم الاجتماعي.