سعد الدوسري
اليوم، نشكر من قلوبنا، كل الجهود التي تفضح الحسابات السوداء، على مواقع التواصل الاجتماعي، فكم من ضحايا لتلك الحسابات، نعاني الكثير لكي نخلصهم من القناعات التي يزرعونها فيهم. تلك الحسابات، تعمل بشكل منظم، وبتمويل غير محدود، لكي تضع بلادنا وحكومة بلادنا، في مواقع ليست بمواقعها.
أقول للشباب والشابات، هذه التجربة:
في مستشفى بريزبيتيريان، بيتسبيرج بينسيلفانيا، حيث كنت أتدرب، سألني أب طفل متوفى دماغياً، كنتُ أحاول إقناعه بالتبرع بأعضاء ابنه:
- من أين أنت؟!
- من السعودية.
كان يرتدي زياً تقليدياً، يدل على ديانته، فهم حريصون على ارتداء زيهم التقليدي في حالة مثل هذه الحالات.
- أجل.
- وهل يجيز لكم دينكم التبرع بأعضاء المتوفي دماغياً.
-نعم.
أخذني إلى حيث تجتمع العائلة، في غرفة انتظار مخصصة لأسر المتوفين، وبدأت أحدثهم عن القضية، بشكل علمي، ووافقوا في النهاية. لم يأخذ الأمر أكثر من أربعين دقيقة.
نحن اليوم، نبذل جهداً ومالاً لا حصر له، لكي نقنع أهلنا الذين يبذلون مالهم في كل مكان، بالتبرع بأعضاء ذويهم المتوفين في حوادث، لصالح مرضى الفشل الكلوي والكبدي والقلبي والرئوي، دون فائدة. يتبرعون بأثاث بيوتهم وحلي زوجاتهم، شرقاً وغرباً، لكنهم لا يقبلون فكرة التبرع بأعضاء متوفى، توفاه الله وانتهى الأمر، وسوف يحيي بتبرعهم، معاناة العديد من المرضى المشرفين على الموت.
من هو ضد فكرة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية، التي أجازتها هيئة كبار العلماء في السعودية؟! أكيد أنهم السوداويون، الذين لا يريدون الخير لمرضانا.