د.فوزية أبو خالد
عينة أولى
ما يحز في نفسي ويشغل نهاري ويؤرق ليلي ويحرمني النوم ويجعلني أعيش في أزمة عقل وضمير وقلم هو غياب الفكر العقلاني المستقل والمنهج التحليلي البحثي عن مسار الحدث السياسي أيّاً كانت فداحته في عالمنا العربي. والأفدح برغم تكاثر المنابر الإلكترونية في العالم الافتراضي هو غياب القدرة والرؤية معا على مساءلة ما يجري، فأصبح المجتمع العربي يعيش يوماً بيوم وينصاع في تحديد ولاءاته الوطنية واختياراتها المستقبلية بل وفي قراراته المصيرية إلى مزاج الصوت الإعلامي الأعلى بديلاً لصوت الضمير والعقل، بعيداً عن منهج التساؤل والبحث. ليس هذا ما يسمى في أدبيات المعرفة السياسة «بحالة الغوغاء» لا بمفهوم جوستاف لوبون للعامة ولا بمفهوم ماكس فيبر للقفص الحديدي للفرد، بل بالشكل المشاهد على الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي، (أن تجر المجتمع عربة الرأي السائد غير المبني، لا على فكر ولا على رشد ولا على معطيات ميدانية منهجية ). مع ملاحظة أن ذلك ليس أيضاً ما يسمى في الإعلام السياسي الحالي «بفوضى التحولات» (استبدال المعلوم بالمجهول والمسلمات بالتشكيك )، ولا هو ما يسمى شعرياً بالأرض الخراب (التخلي عن اليأس في سبيل سراب الأمل )، إنه حالة أحلك من ذلك وأشد تعقيداً وانحلالاً في نفس الوقت لأنه تجريد الوجود الاجتماعي والسياسي من الأساسيات.
عينة ثانية
تقف الروائية الشابة بثينة العيسى بكل عنفوان ومسؤولية إبداعية ووطنية لتسائل البرلمان الكويتي مجلس الأمة عن سبب تخلفه عن الوقوف بجانب حق الحلم الاجتماعي لكل شعوب الأرض وهو حق الحلم بحرية الفكر والخيال. لتستعرض بالوقائع قوائم المنع لعدد من أعمال الروائية وأعمال الشعر والفكر. كان مشهد الروائية الشابة بالنسبة لمن مثلي ليس له دربة تذكر في مساءلة مؤتمنين على المسؤولية الوطنية إلا حضور واحد يتيم صامت لمجلس الشورى أو ربما لا تجربة على الإطلاق، يبدو كأنني أشاهد مشهداً مدهشا ولكن في بلاد واق الواق وليس في الشقيقة القريبة. ليس سؤالا سياسيا على الإطلاق لو سمحت لنفسي أن أسأل هل تطور مجلس الشورى عندنا آليات الاستماع لنبض الشارع وللمطالب الوطنية ولتمثيل صوت السجين والطليق والمريض والمعافى ومن يعاني الإعاقة ومن يتمتع باللياقة ؟!
فبعد أكثر من عشرين عاماً على تأسيس مجلس الشورى ورغم زيادة عدد «المعينين» فيه ورغم الإنجاز بدخول عضوات شوريات لتمثيل المجتمع وللرمز لحضور النساء لازال المجلس بالنسبة للكثيرين منا على مسافة واسعة عن التعبير عن أشواق المجتمع بما يشفي الغليل.
عينة ليست أخيرة
تحية لشباب المسؤولية الوطنية في الداخل بتمثيل الشباب للمشاركة في العمل الوطني المسؤول من خلال الانخراط الرسمي والطوعي المتفاني في خدمات الحج وفي خدمة الحجاج.
وتحية لشباب المسؤولية الوطنية في الخارج بتمثيل السعودية دولة ومجتمع من خلال الأعمال التطوعية الشهمة للطالبات والطلاب المبتعثين للمساهمة مع الشعب الأمريكي ومنظماته الرسمية والمدنية في مواجهة الكارثة المناخية التي طالت ولاية تكساس وولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
عينة إضافية
يقلقني إغلاق الكثير من المواقع الإلكترونية الفكرية الرصينة وأسأل ما هي معايير الحجب لمواقع ذات صبغة معرفية علمية أو أدبية جادة.