فهد بن جليد
عندما تحاك المؤامرات والدسائس ضد الأوطان، يظهر المعدن الأصيل للشعوب الحقيقية، وهذا هو حال الشباب السعودي الذي أظهر تلاحماً كبيراً خلف قيادته، مُجدداً البيعة والولاء والطاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - في كل مناسبة ومنصة -، كصخرة صلبة تتحطم وتتبعثر عليها أحلام وأهواء المُفلسين من الأعداء والمرجفين، أصحاب الدعوات الظلامية السوداء، ومروجي الإشاعات الهوجاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
يوماً بعد آخر، وعهد بعد عهد، نثبت للعالم أجمع أنّ المواطن السعودي مُختلف في حبه لوطنه وولائه لقيادته، في انسجام واضح لرسم لوحة صادقة عنوانها الوفاء والولاء بين القيادة والشعب التي هي جزء منه، تحكم بشرع الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتبذل الغالي والنفيس في سبيل التطوير والرقي والرفاهية، عندما نسي أو تناسى المرجفون بأنَّ السعودية أقدس البقاع، عصيَّة على دسائس ومكائد الخبثاء التي تحاك في الظلام الدامس من أجل الفرقة والشتات .
ما أظهره أبناء المملكة خلال الأيام الماضية من وعي وإدراك وحس وطني رفيع، وحب وولاء لقيادتنا الرشيدة، هو أمر طبيعي وفطري حقيقي لا تصنع ولا مواربة فيه، لا يستغربه العارفون ببواطن المجتمع السعودي، وحجم التماسك والتلاحم والتعاضد بينه وبين قيادته، فحب السعوديين لوطنهم وولائهم لولي أمرهم ليس شعارات ترفع، أو عبارات تردد، بل هو أعمق وأشمل، أفعال تسطّر، وعرق يقطر، ودماء تُسال، يشاهدها العالم أجمع على الحدود وفي الثغور، وعلى المنابر وفي المحافل، حتى غَدَا حب السعوديين لوطنهم وتسابقهم نحو رفع رايته (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله) في كل مكان، لحناً يتغنى به، وينشده القاصي والداني، مُنذ عهد المؤسِّس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيّب الله ثراه - وحتى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -.
عندما أكتب عن شباب وطني أشعر بالفخر والزهو، فالكلمات تتطاير، والمعاني تعجز وتقصر عن الوصف، وأذكر أنه بعد مرور ثلاثة عشر يوماً على انطلاق عاصفة الحزم، كتبت حينها هنا عن جيل ( عاصفة الحزم ) وأعني الجيل السعودي الشاب الذي عاصر هذه الحقبة الزمنية التي نعيشها اليوم بكل تفاصيلها وأحداثها، والتي سيذكرها تاريخ الأمة العربية بمداد من ذهب، عندما لبى السعوديون نداء أشقائهم، ومنعوا المد الفارسي الطائفي البغيض من احتلال العواصم العربية، كما فعل الآباء في عاصفة الصحراء، والأجداد من قبلهم من أجيال (48, 56, 68, 73)م، واليوم ها نحن نعيش ملاحم بطولية، يسطرها أبناء المملكة، ليعيدوا كتابة التاريخ والأمجاد ببطولاتهم وتضحياتهم وإنجازاتهم في كل ميدان.
فنحن بين شباب مُقاتل مُجاهد للدفاع عن حياض الوطن، لحماية حدود مقدسات المُسلمين، وبين رجل أمن يحمي ويحرس في الداخل، وبين جيل واع مثقف سلاحه الشهادة والعلم والمعرفة، الكل ينظر إلى الغد بأمل واعد، ورؤية ثاقبة، مهما اختلفت أحلامنا، وتباينت ظروفنا، ومهما واجهنا من صعوبات وعقبات لتحقيقها، سيبقى الحفاظ على تراب هذا الوطن ووحدته أغلى حُلم في عيوننا جميعاً، فنحن نشري وطننا ونحميه ونعشقه، عندما باع المشرَّدون أوطانهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.