د. عبدالرحمن الشلاش
إعلان رئاسة أمن الدولة في المملكة عن تمكنها من رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية كان بداية فعلية لسقوط الخونة في يد العدالة بعد زمن طويل من أفعالهم السيئة ضد وطن احتواهم وأغدق عليهم لكنهم صرفوا الولاء لأعدائه وفق منهجهم الحزبي القذر.
دلسوا على الناس بعد أن أنعم عليهم بألقاب لا يستحقونها . عرفوا بأنهم مشايخ ودعاة في الظاهر لكنهم في الباطن يعملون لإثارة العامة والتحريض على الثورات متخلين عن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة لأنها لم تكن هدفهم لأن هدفهم الحقيقي خدمة حزبهم وتنفيذ تعليمات شيخهم العجوز القرضاوي. ظلوا طيلة السنوات الماضية يرون كل شيء في هذه البلاد سيء . وقفوا ضد كل خطوات التطوير والتجديد . اتهموا مواطني هذا البلد بالعلمنة وقيادة لواء التغريب وتحرير المرأة في وقت ظلوا يصفقون بحماس لما يحدث في دول أخرى من انفتاح وتطور وتقدم . يحرمون الاختلاط في الداخل ويمارسونه في الخارج. ربما قبل المجتمع كل هذه الأفكار لكن أن تصل الأمور للخيانة والعمالة والجاسوسية فهذه مصيبة عظمى!
لا يبرر كائن من كان أن يخون وطنه , ويرمي بالعهود والمواثيق عرض الحائط لمجرد أن أمرا ما لم يعجبه فحب الوطن فطرة , ومن نزعت هذه الفطرة السوية من قلبه فقد تحول إلى عدو لدود أشد خطرا من العدو من خارج الديار .
من يخون وطنه أخل بأمانته وترك الوفاء إذ نقض العهد . من يخون وطنه أرتكب جرائم عظيمة بحق دولته ومجتمعه وأهله وجيرانه وأصدقائه, وباعهم لعدوهم بابخس الأثمان فبدلا من أن يسد ثغرة فتح ثغرات ومكن من داره قبل دور غيره.
يقول «جورج برنارد شو» سوف لن يهدأ العالم حتى ينفذ حب الوطن من نفوس البشر . ربما لم يشهد برنارد شو في زمنه مثل خونة هذا الزمان وهم من باعوا أوطانهم من أجل أحزاب ضالة, ومن أجل جماعات إرهابية جبانة تستقطب الخونة ومن باعوا ضمائرهم كي يحاربوا أوطانهم .
خيانة الوطن تبدأ من أمور يحسبها الجاهل يسيرة بينما هي جرائم عظيمة عواقبها وخيمة لأنها بدايات استرخاص الوطن والحط من قيمته في نفوس لم ينفذ لها حب الوطن كما تمنى برنارد شو في زمنه.
لا شك أن هؤلاء هم الخونة الحقيقيون باعوا وطنهم ومن فيه من أجل شراذم خبيثة وأهداف حزبية مكشوفة بالتجسس لدول خارجية معادية في وقت كان ينتظر منهم الوقوف إلى جانب بلادهم لكن للأسف واحدهم مثل النخلة العوجاء ثمرها في غير حوضها.