سمر المقرن
أقوى مشهد كوميدي شاهدته هذا الموسم، هو الذي تم تصويرة تحت قبة جامعة الدول العربية، أثناء حديث المندوب القطري سلطان المريخي، وهو يمجّد ويشيد بإيران ويصفها بالدولة الشريفة، بل ويعلن عن ندمه على سحب السفير القطري من إيران إبان أحداث حرق السفارة السعودية هناك. هذا الحديث ينطبق عليه وصف (المضحك- المبكي) فقد اكتملت فيه أركان فن الكوميديا والتراجيديا معاً، ليكون بذلك وصفاً حقيقياً للوضع القطري المأساوي الذي يشرحه هذا المشهد بكل وضوح.
النظام القطري وصل إلى مرحلة صعبة جداً، ولن يخرج من هذا المأزق وهذه السياج الشائكة المنصوبة حوله إلا بالاعتراف أنه يعيش في وسط هذه المشكلة التي لن يخرج منها إلا بالعودة إلى الأشقاء. النظام القطري أقحم نفسه في مصائب كبيرة وأصبح عالمياً رمزاً للإرهاب وهذا لا يرضينا، فليس الأخ هو من يشمت بأخيه، بل هو من يحاول ثنيه عن الطريق الخطر الذي يسير فيه بدون وعي لحجم الخسائر التي ستطول الجميع، والخاسر الأكبر فيها هو نفسه!
ما زال النظام القطري ينظر إلى أشقائه كأعداء، وهو تماماً كالمراهق الذي يسيء التصرف وينظر إلى عائلته كعدوة له، مع أنه لن يخاف عليه أحد أكثر من أسرته، ولعل ما قاله المندوب القطري المريخي في جامعة الدول العربية يوضح هذه الفكرة ويؤكد عليها، عندما قال موجهاً الحديث للدول الأربع، أنكم حاصرتمونا ولم تقف معنا سوى إيران لأنها دولة شريفة..! في الحقيقة كما وصفت هذه المشهد أنه يجمع بين الكوميديا والتراجيديا، فهو بقدر ما يبعث على الضحك إلا أنه مؤلم ومأساوي. بل إنه إدانة للنظام القطري على تورطه بالإرهاب من ناحية هذا التقارب -غير الشريف- بينه وبين إيران، والتي لن تتسع مساحة هذا المقال لسرد جرائمها في دول الخليج العربي بشكل خاص، والدول العربية والإسلامية بشكل عام.
كل ما نراه ونسمعه من النظام القطري هو اتضاح لرؤية التخبط السياسي والتناقضات والعشوائية، بعد الورطة الكبيرة التي دخلت قطر في شباكها منذ تولي الحمدين للحكم القطري، وحجم الجرائم التي عبثت في الأمن العربي والإسلامي مما يجعل النظام القطري يشعر أنه قد وصل إلى طريق مسدود صعب عليه أن يعود منه، فهو يزيد المشكلة ويوغل بالدخول في مغامرات غير محسوبة، مع أن طريق العودة سهل جداً وواضح جداً ولا يحتاج لأكثر من الشعور بالخطأ والعدول عنه!