اللواء الركن م. د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود
للأسف، للأسف الشديد، إنني أجد نفسي مضطراً لأبدأ مقالي اليوم بـ(الأسف). فقد سبق أن كتبت أكثر من مقال بناءً على ما تبثه قناة الـ(BBC) العربية عبر برامجها من موضوعات تناصر قضايا الحق والعدل والسلام. ولأن مدة البرامج دائماً محدودة، فكنت أؤيد طرحها و أثنيه، وأضيف عليه في مقالاتي مزيداً من التوضيح والتحليل، لكي تتضح الرؤية بشكل أفضل، وتصل المعلومة لأكبر عدد من المهتمين، ممن لا يجدون وقتاً لمتابعة البرامج التلفازية، التي ترتبط بزمن محدد، قد لا يناسبهم، بسبب تعارضه مع أوقات عملهم وراحتهم وارتباطاتهم الاجتماعية... إلخ.
أقول للأسف، أنني شاهدت مساء (الثلاثاء 17 من شوال 1438هـ، الموافق 11 من يوليو 2017 م، على قناة الـ (BBC) في برنامج (عن قرب) نفسه الذي سبق أن كتبت عن موضوعاته، فيلماً قالت القناة إنه (وثائقي حصري) بعنوان (حصار مكة). تناولت فيه أحداث احتلال جهيمان العتيبي وأتباعه للحرم المكي الشريف، فجر الثلاثاء، اليوم الأول من الشهر الأول عام 1400هـ، الموافق العشرين من سبتمبر عام 1979م، الحرم الأكثر قدسية على وجه الأرض، وليس في الإسلام وحده كما ذكرت الـ(BBC).
وبقدر ما أشدت ببعض موضوعات بثتها الـ(BBC) كما أسلفت، وكتبت عنها، أرجو أن يتسع صدرها اليوم لملاحظاتي على ( فيلمها الوثائقي الحصري) هذا.
صحيح أنني سعودي، وصحيح أنني أنتمي للعائلة المالكة، وهذا فضل من الله علينا جميعاً في هذه البلاد الطاهرة المباركة، نعجز عن شكره مهما حمدنا ربنا و بالغنا في الثناء عليه، وهو عزَّ وجلَّ وعلا، أهل لكل حمد وشكر وثناء من عباده وجميع خلقه، أن ائتمننا على بيته، وجعل مليكنا المفدى خادماً له، وشرَّفنا بخدمة ضيوفه من حجاج ومعتمرين وزوار. وقد أكد هذا مؤسس دولتنا الملك الصالح عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، الذي كان يبدأ معظم خطاباته أو يختمها بــ (من عبد العزيز ابن سعود، المتوكل على الودود)، كما أثبته كل من عاصره أو كتب عنه من عرب وعجم من مختلف الأديان والأجناس والأعراق، إذ يقول عبد العزيز: (إننا آل سعود، لسنا ملوكاً، ولكننا أصحاب رسالة). فبما أنكم يا الــ (BBC) استشهدتم في الفيلم بــ ( مارك هامبلي) مسؤول الشؤون السياسية في سفارة أمريكا بجدة يومئذٍ، فأثبت لكم هنا شهادة بروكلمان عن عالمية رسالة مؤسس دولتنا، إذ نقل عنه قوله: (إذا وفَّق الله أولادي، كما وفقني، فسوف يتولون مقدرات مائة مليون مسلم).. فالحمد لله رب العالمين، الذي وفَّق أبناء عبد العزيز وشعبه للسير على طريقه في خدمة أسمى رسالة على وجه الأرض وأعظمها وأشرفها، فتولوا اليوم مقدرات مليار وسبعمائة مليون مسلم (25% من سكان العالم تقريباً)، بل امتد خيرهم لمعظم البقية في مختلف أصقاع المعمورة، وهو المبدأ نفسه الذي يؤكده مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إذ يؤكد حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه، في كل مناسبة تقريباً، تشريفنا بخدمة بيت الله، وشكرنا لربنا على هذه النعمة العظيمة، واستعدادنا جميعاً لبذل الغالي والنفيس لأداء رسالتنا على الوجه الذي يرضى ربنا، المنعم الوهاب.
وعليه، أعود لملاحظاتي على فيلم الـ(BBC) الوثائقي هذا، ليس اتكالاً على ما أسلفت، بل بعين الناقد المتجرد النزيه، متسائلاً:
1- لماذا عرضت الـ(BBC) هذا الفيلم في هذا الوقت بالذات، بعد مرور (38) عاماً على الحادثة؛ هل استغرق منها العمل في إعداده كل هذا الوقت. أم أنها يا ترى لشيء في نفس يعقوب، بعد أن تأكد لبعض القوى المعادية، تلك المكانة المتقدمة التي تحتلها الرياض اليوم، عاصمة عبد العزيز في تسوية مشاكل المنطقة والعالم أجمع، وأصبح حل أصعب مشاكل المنطقة فيها، لا في لندن أو واشنطن بشهادة كثير من المراقبين السياسيين والإعلاميين والصحفيين المحايدين؟
وعلى كل حال، قد لا تكون الإجابة عن هذا السؤال صعبة على من يدرك أن تلك هي أول حادث إرهابي وتطرف ديني في السعودية، يحدث بالتزامن مع الثورة الإيرانية الخمينية المزعومة.
2- لماذا قفزت الـ(BBC) على الحقائق ونسبت الانتصار على تلك الفئة الباغية التي بلغ بها الجهل، الاعتداء على بيت الله الذي جعله مثابة للناس وأمناً بنص القرآن كما جاء في الآية (124) من سورة البقرة: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً) . فكان حرياً بهم أن يجمعوا إلى البغي والجهل، الظلم بنص القرآن أيضاً كما جاء في الآية (114) من السورة الكريمة نفسها: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
3- لماذا قفزت الــ(BBC) على الحقائق أيضاً، وحاولت المستحيل أن تنسب سحق تلك الفئة الباغية لقوات التدخل الخاصة الفرنسية، مجتهدة كثيراً في أن تجعل من الدولة السعودية متفرجة في انتظار الفرنسيين لتخليصهم من شر جهيمان وأتباعه، مع تأكيدها على جهلهم. ونسيت الـ(BBC)، أو قل تناست حكمة نايف وحزمه وشجاعته وإقدامه وغيرته على بيت الله وعلى محارمه، وجهده الذي شهد به القاصي والداني، إذ حوَّل نزله في فندق مكة بجوار الحرم إلى غرفة عمليات، لم يفارقها منذ أن دخلها، حتى اجتث تلك الفئة الباغية، وقضى عليها و وأدها في مهدها، وجيء إليه بزعيمها المزعوم، فعاد البيت العتيق كما كان آمناً وقبلة للناس في مشارق الأرض ومغاربها، و سوف يظل كذلك إلى الأبد إن شاء الله، مادام فينا عرق بنبض بالحياة.
4- لماذا نسيت الـ(BBC)، أو قل تناست دور نايف مهندس الأمن الأول في العالم العربي، وصاحب نظرية (الأمن الفكري) التي لم يسبقه إليها أحد في العالم كله، التي استنبطها من حادثة الجهيمان، الذي أكد الفيلم جهله حتى باللغة العربية، ناهيك عن الشريعة والأمور الدينية، وبالتالي عجزه عن استنباط الأحكام وعدم أهليته لتكفير هذا وإعطاء صك الجنة لذاك، كما يُفْعَل بالحوثيين اليوم.
5- لماذا تجاهلت الـ(BBC)، أو جهلت دور السعودية وجهدها في تحقيق أمن العالم كله واستقراره، حينما كانت أول من دعا لتأسيس مركز عالمي لمكافحة الإرهاب، وأول من تبرع له بــ (110) مليون دولار؟ كل ذلك تأسيساً على جهد نايف وفكره الأمني المتقدم وتراكم خبراته وأفكاره، منذ حادثة الحرم تلك. حتى أصبحت السعودية اليوم كنزاً للخبرة ومقصداً للمعلومات لجميع الأجهزة الأمنية في العالم التي تعنى بمكافحة الإرهاب ومقصداً حتى لدول ترى نفسها (كبيرة) لتهتدي بنهج السعودية في مكافحة الإرهاب والتطرف الذي أفزع كل بيت في العالم اليوم، بسبب الترويج له، كما فعلت الـ (BBC) في ( فيلمها الوثائقي الحصري هذا)، وسبقتها قناة (الجزيرة) القطرية، إذ اعترف رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، أن دور قطر التخريبي في ( الخريف العربي)، كان مطلوباً (غريباً) لنشر (الفوضى الخلاقة) في العالم العربي، وبالتالي انهيار الأنظمة الحاكمة ليخلو الجو للغرب فيبيض ويصفر. وأكتفي هنا يالــ (BBC) بشهادة الجنرال ديفيد باترايوس، قائد القيادة الوسطى الأمريكية الأسبق،الذي استشهد بالنموذج السعودي الفريد في محاربة الإرهاب، إذ يقول: ( لقد نجحت المملكة العربية السعودية في كبح جماح القاعدة والمجموعات المرتبطة بها، ويجب التخلص من فكرة الاعتماد على الجانب العسكري وحده، فهناك أهمية لإعادة تأهيل المتورطين كما فعلت السعودية).
6- لماذا تجاهلت الـ (BBC) دور السعودية اليوم في محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم، من العراق إلى سوريا فلبنان فاليمن، وحتى قطر التي كانت بالأمس القريب الشقيق الأقرب؟
وعلى كل حال، الأسئلة كثيرة يا الـ (BBC)، غير أنني أكتفي بهذا القدر لأؤكد لكم أننا قوم يؤمنون بقول الحق عزَّ و جلَّ: ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) (سورة البقرة - 216). فكان فيلمكم الوثائقي هذا، الضارة النافعة، إذ حفل بكثير من الأخطاء والمفارقات والشهادات التي تحسب كلها لصالح السعوديين قيادة وشعباً، أوجز أهمها في الآتي:
1- استضاف برنامج ( العالم هذا المساء)، الذي بثَّ خبر الفيلم، (الدكتور) حمزة الحسن. وفي معرض إجاباته عن أسئلة مقدمة البرنامج، قال: مثل هذه الأحداث نتيجة طبيعية لأيدولوجية السعودية التي تستند إلى (المذهب الوهابي). لكن فات عليه أن مليكنا المفدى سلمان، الذي يعد اليوم ذاكرة وطننا ومستودع تاريخنا وإرثنا الحضاري، يؤكد دائماً أن ( الوهابية) ليست مذهباً خامساً استحدثه السعوديون في الإسلام، بل هي تهمة ألصقها بنا أعداء النجاح الذين حاولوا عبثاً تعطيل قافلة الخير القاصدة، وأخذها عنهم أناس من فئة إذا أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أساءت، على شاكلة (الدكتور) حمزة، الذي أحسب أنه ليس في حاجة لكي اسمي له تلك الفئة. وصحيح، قد يكون حديث (الدكتور) حمزة الحسن هذا، منتظراً من شخص غير سعودي لجهله بتاريخنا؛ أما أن يصدر عن شخص (دكتور) و (سعودي)، فعلى الـ (BBC) أن تشرح لنا السِّرَّ خلف هذا الجهل المصطنع.
2- ورد في (الفيلم الوثائقي) أيضاً، أن الأمير نايف ( وزير الخارجية)، وفي هذا دلالة على جهل منتجي الفيلم، وتواضع معلوماتهم؛ وبالتالي تظهر النية المقصودة من هذا العمل الاستفزازي.
3- ورد في الفيلم أن جهيمان أحتل الحرم ومعه (200) عنصراً على شاكلته من الجهل والتطرف والجرأة على الله باحتلال بيته الذي جعله مثابة للناس وأمناً، واستحلال الدماء المعصومة من ضيوف الرحمن في الشهر الحرام، والبغي والفساد في الأرض؛ فهل يعقل أن (200) عنصراً على هذه الشاكلة، يهزموا دولة كالسعودية بقضها وقضيضها؟! هذا فيما يتعلق بالأخطاء الشنيعة والمفارقات المضحكة بإيجاز. أما الشهادات، فأكثر من أن تحصى:
4- جاء في الفيلم أيضاً أن المتطرفين أتباع الجهيمان، أردوا من 600 إلى 700 عنصراً من أفراد الحرس الوطني ( قتلى)، وحتى إن افترضنا أن هذا صحيحاً، ففيه شهادة على إقدام السعوديين وبسالتهم واستعدادهم لتقديم أرواحهم رخيصة فداءً لبيت الله ومثوى رسوله اللذين يمثلان لديهم سنام الأمر كله، وفي هذا أيضاً تأكيد لقسم نايف، الذي أقسم أنه لم ير جندياً أو شرطياً مصاباً في ظهره.
5- جاء في الفيلم أيضاً أن الحكومة السعودية لم تبادر بقتال المتطرفين، بل استفتت في البداية العلماء وطلبة العلم، فأفتوها بضرورة تخليص بيت الله العتيق من براثن المتطرفين، حتى إن اضطر الأمر لقتالهم داخله.
6- ورد في الفيلم أنه بعد إخماد التمرد، جاء أحد الجنود بزعيم الفئة الضالة جهيمان يجره من لحيته ليدخله على الأمير نايف، فرآه سعود الفيصل أو تركي الفيصل (هكذا)، فصاح في الجندي أن يترك لحيته. ليس هذا فحسب؛ بل عندما دخل جهيمان على الأمير نايف، لم يزد على قوله: قدَّر الله و ما شاء فعل.. قدَّر الله و ما شاء فعل. لم يشهر مسدسه في وجهه ليمزق جسده إلى أشلاء، كما يفعل معظم المسؤولين في مثل هذه الظروف في معظم الدول الديكتاتورية في العالم، دون استثناء.
وفي هذا شهادة دامغة لالتزام أبناء عبد العزيز برسالة والدهم وحرصهم على السير على نهجه؛ إذ كان يعيد خصومه عندما يأتونه مستسلمين إلى من حيث أتوا، حتى إن كان لعدوٍ له، بعد أن يكرمهم ويغدق عليهم العطايا، و لا يسمح لأحد أيَّاً كان بامتهان كرامتهم أو الحط من شأنهم؛ وهذا يعرف عندنا يا الـ (BBC) بـ (العفو عند المقدرة) وهو من خلق الكرام.
7 - ورد في الفيلم أيضاً أن الحكومة السعودية، أحالت الأمر، على فظاعته وشناعته وشدة جرأته على بيت الله في الشهر الحرام، للقضاء الذي حكَّم شرع الله في المتطرفين؛ و لم يحاكموا أمام محاكم عسكرية أو يمنعوا من الدفاع عن جريرتهم، على فداحتها.. وفي هذا أيضاً شهادة للدولة السعودية واستقلال قضائها الذي يستمد أحكامه من كتاب الله وسنَّة رسوله، اللذان يمثلان دستورها الذي يتساوى أمامه الأمير و الوزير والخفير، والشواهد أكثر من أن تحصى يا الـ (BBC).
و بعد:
يبدو جلياً لكل منصف تابع هذا (الفيلم الحصري) باهتمام، أنه (سُلِقَ) بليل، فمعلوماته مهتزة، ومعظم شهود أحداثه كانوا يكملون شهادتهم بـ (و من الكلام دا يعني)؛ مما يؤكد أن فريق إعداده لم يكن مؤهلاً بما يلزم من القدرة على البحث والتحليل لاستجلاء الحقائق، كما ينبغي في عمل مهني كهذا (الفيلم الوثائقي الحصري).
و على كل حال، فليكن كما قلتم أو أردتم أن توهموا المشاهد، لاسيما المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. هذا انتهى من (38) عاماً؛ و نحن اليوم (أولاد النهار دا)؛ لدينا أحد أقوى الجيوش في المنطقة، الثالث على مستوى العالم من حيث قدرة التسليح، بفضل الله سبحانه وتعالى، ولديه من الخبرة والشجاعة والعلم والإقدام والعقيدة القتالية المثالية، ما يجعله سيفاً حساماً لكل مغامر يغريه جهله لإلحاق الأذى ببيت الله العتيق؛ فتلك هي رسالتنا في الحياة، وأجزم لكم بكل يقين تام أن حادثة جهيمان الشنيعة هذه لن تتكرر إلى الأبد، إن شاء الله، ما دام فينا عين تطرف و عرق ينبض بالحياة؛ فكلنا فداءً له، وأولنا مليكنا المفدى سلمان الحزم والحسم والعزم الأكيد، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، شبل الأسد، نجم السعد.
وإذا كان الرائد الشجاع محمد النفيعي، الذي باشر التعامل مع الحادثة، أقسم بالله، وهو صادق إن شاء الله، أنه لم ينم طيلة خمسة أيام بلياليها، فالقوات النظامية السعودية كلها اليوم الرائد الشجاع المخلص الوفي محمد النفيعي، بكافة تشكيلاتها.. تحرس الثغور في كل المواقع، و تذود عن رسالة هذه البلاد بروحها و دمائها و مالها و كل ما لديها؛ بل الشعب السعودي كله اليوم على قلب الرائد الشجاع الوفي المخلص محمد النفيعي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن بيت الله الحرام ومثوى رسوله وخدمة ضيوف الرحمن.
أما نايف النايف، الأسد الشجاع، الحكيم الحصيف، الصابر المحتسب، فقد قضى عمره المبارك كله ساهراً، حارساً أمننا لننام نحن ملء جفوننا، و يبدو واضحاً أنه ليس لفريق إعداد هذا (الفيلم الوثائقي الحصري)، أية فكرة عن نايف. و عليه، يشرفني أن أزودكم بنسخة مجانية، أو حتى بعض نسخ إن شئتم، من كتابي عن نايف (نايف الإنسان.. أسطورة الأمن والأمان)، الذي أصدرته ضمن سلسلة (رجال صدقوا)، الذي يقع في (445) صفحة من القطع المتوسط، واشتمل على شهادة مئات السعوديين وغيرهم، من كافة شرائح المجتمع في حق نايف، الذي رثوه بالدمع الهتان؛ فابعثوا مندوبكم في الرياض لاستلام نسختكم، لتعرفوا جيداً من هو نايف الذي وأد تمرد الجهيمان، بل وضع للعالم كله اليوم خارطة طريق انطلاقاً من تلك الحادثة المشؤومة لمحاربة التطرف والإرهاب. و أضعف الإيمان لتعرفوا يا الـ(BBC) من هو نايف، أسد عريننا، أدخلوا على (قوقل) وبحثوا عن آخر مقال نشر لي قبل هذا، بعنوان (نايف القيم النبيلة.. والمبادئ السامية الراسخة الأصيلة)، الذي نشر في صفحة كاملة بجريدة الجزيرة، الأحد 18 من شعبان 1438هـ، الموافق 14 من مايو 2017م، العدد 16299، ص 31.
وأخيراً، لي سؤال وحيد، اختصر فيه كل مقالي هذا، أتمنى الإجابة عنه بصراحة: لحساب من تم (سَلْقُ) هذا الفيلم بليل يا الـ (BBC): قطر التي فاتها القطار، أم إيران التي علَّق ولي عهدنا الأمين الأمير محمد بن سلمان الجرس في رقبتها؟!