حميد بن عوض العنزي
تعاني كثير من القطاعات والمنشآت من بناء صورتها الذهنية أو تصحيحها إذا ما كانت مشوّهة، والصعوبة هنا لأن من يقوم بترسيخ الصورة في معظم الأحوال هي وسائل الإعلام، وبالقدر الذي تركز عليه - من حيث الإيجابية والسلبية - تتشكل لدى المتلقي.
ولو نظرنا إلى الصورة الذهنية للقطاع الخاص لوجدنا صورة سلبية تكونت لدى الكثير من الناس، وهذا يعود إلى أن معظم التعاطي الإعلامي مع هذا القطاع كان مبنيًا على الجانب السلبي وتضخيمه وتغييب كامل للجوانب الإيجابية مهما كانت نسبتها سواء قليلة أو كثيرة، وهذا التناول السلبي الذي طغى على المشهد الإعلامي المتعلق بالقطاع الخاص كان له تأثير كبير في تكريس النمطية السلبية، وللأسف أن أي جانب إيجابي لا يجد نفس المساحة التي يحتلها السلبي في وسائل النشر، ونذكر أنه إلى وقت قريب لا تذكر أسماء الشركات التي تُرسى عليها المشروعات الحكومية ويكتفي بعبارة (إحدى الشركات).
كذلك على مستوى الأعمال الخيرية والمسؤولية الاجتماعية هناك من ينتقد بشكل دائم القطاع الخاص، بينما هناك مشروعات بذل وعطاء قدمها كثير من رجال الأعمال ويحبذ اصحابها عدم الحديث عنها طلبًا للأجر، إلا أن هذا لا يعني عدم نسبتها إلى مجتمع الأعمال، وهنا يجب أن يكون لدى القطاع الخاص جهود إعلامية واجتماعية في إبراز دوره على كل الأصعدة وهذا يتطلب إستراتيجية لتصحيح وتحسين الصورة الذهنية من خلال انعكاس ما يقدمه القطاع من أعمال سواء تلك التي تعزز الاقتصاد الوطني أو تلك المتعلقة بما يعول عليه من مساهمة في معالجة كثير من الملفات كالبطالة والتستر ومكافحة الغش وصولاً إلى دوره الرئيس في تنويع مصادر الدخل، وهذا يحتاج أيضًا إلى أن يضطلع الإعلام الوطني بدوره وتقديم الواقع الإيجابي والدور الوطني للقطاع الخاص، وهذا لا يعني إلا يكون هناك انتقاد لبعض الظواهر بهدف معالجتها، ولكن بما لا يؤثر على الجانب الإيجابي الذي للأسف لا يحظى بالاهتمام الإعلامي.