د.عبدالعزيز الجار الله
اعتادت قطر على رفع الصوت بالمحافل الدولية وعدم احترام الآخرين، وخلق الأكاذيب والادعاءات، وكلمة الحق التي تريد بها باطل، قطر تورمت من الداخل وإصيبت بتخمة الإدعاءات، عاشت طوال العشرين سنة الماضية طليقة بلا حسيب أو رقيب، تطلق عملاءها من الإعلاميين عبر منصاتها التي تجاوزت (20) قناة ووسيلة إعلامية تقذف وتلقي سمومها على العالم العربي دون خوف أو أي رادع، حتى جاءت ساعة الحزم فلم تستيقظ قطر إلا على الواقع الضاغط، عقوبات المقاطعة الرباعية والدول التي انضمت للمقاطعة، بعد أن كشف أمرها للعلن وتمت تعريتها سياسيا واقتصادا وإعلاميا، فمن أجل ذلك ارتفع صوتها بالصراخ عاليا، وهي التي كانت بالسابق تسلط إعلامها وأموالها ومرتزقتها على الدول بقصد الإيذاء.
كانت قطر تعتبر نفسها الدولة (المحاسبية) تملك حق محاكمة ومحاسبة الآخرين إعلاميا تحت مظلة الديمقراطية والعالم الحر، ولم تعلم أنها اليوم قد لفت الحبل حول عنقها، الحبل الغليظ والكاتم للأنفاس حبل الإرهاب، حيث لم تسعفها مهارة الجزيرة ولا غرور الأمير الحالي ولا الأمير السابق ووزير خارجيته، وكيف أن هؤلاء الثلاثة يلعبون أدوار الدول العظمى، ويقفزون برشاقة السياسيين الكبار الذين يصنعون سياسة العالم، نراهم اليوم مطاردين ويحتمون تحت حراسات القبعات الأجنبية وبلادهم تباع بالمزاد، يعيشون اليوم محاسبية شاملة للقيادات القطرية والفريق الذي جمعته من شتات الأرض لحروبها المفتعلة.
آخر الأصوات التي تسوق الأكاذيب وترفع صوتها بالباطل بإعتباره سلوكا أصيلا لهذه الدولة المتمردة وغير المنضبطة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي في افتتاح أعمال الدورة 148 لمجلس جامعة الدول العربية بالقاهرة هذا الأسبوع عندما قام الوزير القطري يلاسن على طريقة محطة الجزيرة ويتطاول على وفود الرباعية، فألجمه السفير والمندوب الدائم للمملكة لدى الجامعة العربية الأستاذ أحمد قطان، واستخدم معه نفس أسلوبه بالرد وحدة النبرة لإسكاته ولجمه.
كان الخطأ من البداية عندما سمح لقطر قبل عشرين سنة أن تتمدد في الفضاء العربي دون أن تردع بكل الوسائل السياسية والاقتصادية والقانونية والمعاملة بالمثل، فعاشت قطر على إخافة الدول العربية، عبر تعاونها مع الجماعات الإرهابية؛ القاعدة ثم داعش ورعاية للإخوان المسلمين، وصلاتها بإيران والميليشيات المسلحة مثل الحرس الجمهوري وحزب الله حتى أصبحت دولة قطر متورطة و راعية للإرهاب.