فهد بن جليد
رفع الحجب عن تطبيقات المكالمات المرئية والمسموعة داخل الشبكة السعودية خطوة في الطريق الصحيح للتنافسية العالمية، فهذا هو المسار الحتمي لمُستقبل التواصل البشري تقنيًا، وهو التوجه الذي كانت تتفوق علينا فيه عديد من الشبكات العالمية، فالأمور في نهاية المطاف تسير نحو هذه النقطة في يوم ما مهما استمر الحجب، لذا كان اختيار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لهذا التوقيت موفقًا، ويساعد المُستخدم السعودي على أخذ حصته ومكانه الطبيعي في التواصل عبر البيانات أو الإنترنت.
المُشتركون في الشبكات السعودية يستهلكون ما بين 6 - 7 أضعاف المُعدل العالمي لاستخدام البيانات، بالرغم من أن هذه الخدمة محجوبة سابقًا، مما يعني توقع زيادة الاستهلاك في استخدام البيانات وهذا أمر صحي، يقود للتماشي والتطور مع عالم التقنيات والاتصالات خطوة بخطوة، شريطة ألا يتم رفع تعرفة تكلفة البيانات على المُستهلك بشكل مؤثر من أجل تعويض الانخفاض المتوقع في مداخيل شركات الاتصالات المحلية، وبالمناسبة الانخفاض في الإيرادات المباشرة من الاتصالات ظاهرة تعيشها شركات الاتصالات في كل دول العالم، مع التوجه للاعتماد على إيرادات البيانات، وحتى في تلك الدول والأسواق التي تعمل وتستثمر فيها شركات الاتصالات المحلية ويسمح فيها باستخدام تطبيقات الاتصالات، وهو ما يعني وجود خبرة سابقة للتعامل مع هذا الموقف بشكل عادل.
لا يجب أن يُعاقب المُستهلك النظامي في الشبكة السعودية نتيجة إلغاء الميزة التي منحتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لشركات الاتصالات طوال السنوات الماضية، خصوصًا أن عديدًا من المُقيمين سبقونا في استخدام هذا النوع من التواصل عبر البيانات - بشكل غير نظامي - رغم الحجب السابق، الحلول تكمن في استثمار هذه الشركات لتقديم خدمات جديدة ومتطورة لهذه التطبيقات، ربما بفرض أنظمة وتشريعات جديدة للاستخدام العادل بين المُستخدم والشركة للبيانات، هذا التوجه يعني رفع مستوى الخدمة وكفاءتها للمُستهلك مما يتطلب تطورها ونمائها، مقابل زيادة الإيرادات التي يمكن أن تعتمد عليها شركات الاتصالات بشكل مقبول ومعقول، مع ضمان عدم تقييد كمية البيانات المُستهلكة.
تلوح في الأفق فرص استثمارية مُغرية يمكن الاستفادة منها، بعد رفع الحجب، قد لا تراها شركات الاتصالات المحلية أو لا تقبل بها في السوق السعودي الآن كونها ما زالت تعمل بعقلية المُحارب لا المنافس لهذه التطبيقات، وهو ما يعني أن الفرصة سانحة للشباب السعودي لمحاولة الانخراط المبكر في هذا المجال عن طريق الضلع التجاري في ثالوث التطبيقات (المُستخدم، الجانب التجاري، الجانب التنظيمي)، والفوز بجزء من الكعكة قبل أن تلتفت شركات الاتصالات الكبرى للسوق مُجددًا، عندما تفرغ من معركتها لرفع رسوم البيانات المُتوقعة أولاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.