«الجزيرة» - المحليات:
على هامش زيارته إلى العاصمة الأردنية عمان تلبية لدعوة من الأميرة غيداء طلال للمشاركة في مراسم افتتاح المباني الجديدة لمركز الحسين للسرطان، وقع مدير عام صندوق أوبك للتّنمية الدّولية (أوفيد)، الأستاذ سليمان جاسر الحربش، مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، السيد بيير كرينبول، اتفاقية منحة جديدة قيمتها 1 مليون دولار أمريكي يتم بموجبها دعم برنامج أونروا التعليمي في القدس الشرقية.
وتهدف هذه المنحة إلى تمكين وكالة أونروا من إعادة تأهيل وتوسعة مدرستها الخاصة بالبنات في قرية بيت عنان التابعة لمحافظة القدس. ويشمل هذا المشروع تشييد غرف صفية ومختبر للحاسوب وحجرات مخصصة للأغراض الإدارية ومكتب للمشرفة التربوية وغيرها من المرافق الأخرى، فضلاً عن توفير المعدات والأجهزة اللازمة للمدرسة. وتستهدف أعمال إعادة التأهيل والصيانة المختلفة تحسين مرافق وباحات المدرسة. ومن المتوقع البدء في تنفيذ المشروع غرة أكتوبر/ تشرين الأول 2017 واستكماله بنهاية يناير/ كانون الثاني 2019.
وقد استهل الحربش كلمته خلال مراسم توقيع الاتفاقية بالإشادة بتاريخ الشراكة بين أوفيد وأونروا الذي يمتد إلى ما يقرب من أربعة عقود. وأعرب عن ثقته في «أن هذا المشروع الجديد سيكون معلماً آخر في الشراكة والتعاون النموذجي بين الطرفين». وثمن السيد الحربش «الفعالية الجديرة بالثناء والأثر الاجتماعي البالغ» للمشروعات والبرامج التي تنفذها أونروا لصالح الشعب الفلسطيني. كما أثنى على «دورها في تحسين سبل معيشة وظروف اللاجئين الفلسطينيين من خلال تنمية بشرية مستدامة لتعزيز التماسك الاجتماعي».
وتعقيباً على كلمة مدير عام أوفيد، أعرب المفوض العام لأونروا، السيد كرينبول، عن امتنانه وتقديره لمساهمة أوفيد التي تعكس التزامه بدعم أونروا واللاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أهمية «هذا المشروع الذي من شأنه أن يساعد على تحسين نوعية وظروف التعليم لأطفال اللاجئين الفلسطينيين في منطقة القدس، فضلاً عن تمكينهم من العيش بكرامة».
وتقع قرية بيت عنان الحدودية في القدس الشرقية بالقرب من خط الهدنة الذي تم ترسيمه عام 1949 (أو ما يسمى بالخط الأخضر) والجدار العازل. وتعاني هذه القرى من نقص كبير في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، بما في ذلك المرافق التعليمية.
ويعود تاريخ التعاون بين أوفيد وأونروا إلى عام 1979، قدم خلالها أوفيد أكثر من 36 مليون دولار أمريكي على شكل منح لدعم 26 مشروعاً وبرنامجاً نفذتها أونروا في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان. وبالإضافة إلى دعمه التقليدي للتعليم والتدريب المهني وعمليات الإغاثة في حالات الطوارئ وبرامج المعونات الإنسانية، فقد وسع أوفيد تعاونه مع أونروا من خلال إنشاء الصندوق الخاص بفلسطين (بالفند) عام 2004 لتوفير القروض الصغيرة لأصحاب المشاريع والحرفيين المنتجين. وقد قدم أوفيد من خلال الصندوق الخاص بفلسطين ما يزيد على 92 ألف قرض لدعم المشروعات المتناهية الصغر بقيمة إجمالية تربو على 128 مليون دولار أمريكي للمواطنين في الضفة الغربية وغزة.
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الأستاذ الحربش للعاصمة الأردنية جاءت تلبيةً لدعوة شخصية من الأميرة غيداء طلال، رئيسة مؤسسة ومركز الحسين للسرطان، لحضور مراسم افتتاح المباني الجديدة للمركز. وتتضمن المباني الجديدة لمركز الحسين للسرطان على برج للمرضى باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومبنى العيادات الخارجية باسم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ومن شأن التوسعة في المرافق أن تضاعف الطاقة الاستيعابية الحالية للمركز فضلاً عن توفير مساحة محسنة ومتكاملة للعناية بالمرضى والبحوث والتعليم، حيث ستمكن هذه المرافق المتطورة تقنياً المركز من أن يصبح الوجهة الطبية الرئيسية لتقديم العلاج والرعاية المتكاملة لمرضى السرطان في الشرق الأوسط.
وتأتي دعوة الأميرة غيداء لمدير عام أوفيد تقديراً لدوره في دعم المركز، الذي يعد من أفضل المرافق المتخصصة في المنطقة. ويعد أوفيد واحدا من أهم ممولي مؤسسة ومركز الحسين للسرطان؛ إذ قدم خلال السنوات القليلة الماضية منحتين بقيمة إجمالية قدرها 1 مليون دولار أمريكي لتجديد المركز وتزويده بالمعدات والأجهزة الحديثة اللازمة لتحسين خدماته.