البحرين - جمال الياقوت:
خلال افتتاحه مهرجان الأيام الثقافي 24 للكتاب، قال معالي نائب رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة إن القراءة باتت اليوم إحدى الأسلحة الواجب على أمتنا - أفراداً ومجتمعات على حد سواء - التحصن بها من شرور المخاطر المحدقة عقائدياً وفكرياً وسياسياً.
وأشار معاليه إلى أن «أمة اقرأ» التي أول ما تنزَّل على نبيها الكريم من وحي وحثٍّ رباني يأمر بالقراءة، ليؤكد ما توصف به هذه القيمة الإنسانية الفريدة من كونها سراً من أسرار الوجود، ومفتاحاً لأبواب إعمار الحياة وسبر أغوارها، داعياً في الوقت نفسه إلى جعل القراءة منهاج حياة وعادة حميدة محببة إلى النفوس، يُنشَّأ عليها الصغار منذ نعومة أظفارهم لتمدهم بالزاد العلمي والمعرفي الذي يغني عقولهم ويثري تجاربهم في الكبر.
وكان معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة قد شمل برعايته افتتاح مهرجان الأيام الثقافي 24 للكتاب الذي تنظمه مؤسسة الأيام للصحافة والنشر والذي يستمر حتى 23 من الشهر الجاري بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات.
وخلال حفل الافتتاح الذي حضره معالي رئيس مجلس الشورى بمملكة البحرين، السيد علي بن صالح الصالح، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة الوزراء، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، وكبار المسؤولين والمدعوين، والفعاليات الفكرية والأدبية والثقافية، قال الشيخ خالد بن عبد الله «إن إحياء المعارض المتخصصة في نشر المعارف بشتى أنواعها في ظل ما يهدد القراءة ووعاءها - ممثلاً في الكتاب - من عزوف وقلة إقبال، ما هي إلا مبادرة تستوجب تشجيعها ودعمها عاماً بعد عام حتى نؤمِّن لأجيالنا القادمة إرثاً راسخاً ومستنيراً، فضلاً عن أنها مناسبة جيدة لنستذكر أثر الفكر القويم في تحقيق النهضة والرقي لأمتنا قبل مئات السنين».
وأضاف «يتحقق الهدف الأسمى من القراءة بالفهم، فقراءة بلا فهم لا يمكن اعتبارها إلا مضيعة للوقت والجهد، كما يتحقق الهدف من القراءة باختيار أجود المؤلفات التي تسهم في صقل شخصية القارئ وجعله فرداً صالحاً ومنتجاً في مجتمعه ووطنه».
وحيَّا الشيخ خالد بن عبد الله مؤسسة الأيام للصحافة والنشر التي أخذت على عاتقها منذ 24 عاماً على التوالي إقامة وتنظيم هذه التظاهرة الثقافية في المملكة التي كانت ولا تزال بفضل رؤية قيادتها الحكيمة والحكومة الموقرة توفر مناخاً خصباً للعلم وأهله في شتى الميادين، الأمر الذي ساهم في أن يتبوأ هذا التجمع الأدبي والفكري مكانة مرموقة يشار إليها بالبنان على صعيد المنطقة.
كما لفت إلى أن زيادة الإقبال الجماهيري على هذا المهرجان في كل عام تؤكد ما جبل عليه أهل البحرين منذ القدم من نهم وتعطش للقراءة وحب للاطلاع، فضلاً عن السمعة التي اكتسبها هذا المعرض الذي تمكن بفضلها من استقطاب ضيوفه من مختلف أقطار الوطن العربي.
ويشارك في مهرجان الأيام الثقافي للكتاب 235 دار نشر محلية وأخرى عربية من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، ولبنان، ومصر، وسوريا، والجزائر، وتونس، وفلسطين، والعراق، والأردن، والمغرب، إلى جانب دور نشر أجنبية قادمة من ألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وكندا.
ويطرح المهرجان أكثر من 65 ألف عنوان طرحتها دور النشر خلال السنة الماضية، وعالجت من خلالها مختلف القضايا والموضوعات. كما سيشتمل المعرض على مؤلفات تعنى بأدب الطفل، وتلك الموجهة للناشئة والمراهقين، بالإضافة للكتب التراثية والفقهية والشرعية والعلمية، وما إلى ذلك من موضوعات أخرى متنوعة.