تتعالى الأصوات المغرضة وتضج وسائل الإعلام الحانقة ما بين وقت وآخر بشتى الدعايات التي تسعى لجر شباب هذا البلد الكريم إلى حمأة الثورات والاختلاف على ولاة الأمر، ولكن هذا الشعب النبيل أكثر وعيا من أن تنطلي عليه هذه الأساليب القذرة ليبقى قذى في عيونهم وشوكة في حلوقهم.
أيها الجيلُ مستنيراً جميلا
مشرئبِّاً يرومُ شيئاً جليلا
من ضميري رسالةٌ واستماحٌ
ونبيلٌ إذا استمحت نبيلا
قد عقدْنا الآمالَ فيكم كِبَاراً
وخيولُ الشبابِ ضجَّتْ صهيلا
حولَنَا عالمٌ يموجُ ابتكاراً
وجمالاً ورقِّةً وعُقولا
عالمٌ رائعٌ يقدر إبدا
عاً ويأبى القبيح والمرذولا
فالحضاراتُ صنعُ جيلٍ فتيٍّ
يتحدّى طموحُه المستحيلا
والنفوس الكبارُ أعظمُ قدْراً
أن ترى حظَّها الأقلَّ القَلِيْلا
فاستلينوا الصعابَ من أجل أرضٍ
أنبتتكم حدائقاً ونخيلا
وطنٌ شاده الرجالُ قديماً
وحبوهُ الأرواحَ جيلاً فجيلاَ
حانيات الصدور منهم عليهِ
أن تريهِ الحياة يوما جفيلا
لم يبالوا بشدة العيشِ حتى
في هواه تبتَّلوا تبتيلا
ضربوا أروع الحكايات فيهِ
تستحقُّ التعظيم والتبجيلا
فاقتفوا نهجهم وردوا بغيظٍ
كل من رام أمننا أن يزولا
ودعوهم لغيِّهم في تبابٍ
إن للشرِّ صرعةً وأفولا
وضعوا في يد ابن سلمانَ كفاً
ذاك أهدى طريقةً وسبيلا
فوليُّ العهد الأجل مكاناً
بقضايا الشبابِ كان حفيلا
فهْو منا وليس عنا غريبٌ
بهمومٍ لنا غدا مشغولا
ومراءٍ له جلبن سعوداً
ومساعٍ له كبتنَ فحولا
يتبنى الجديد في كل شيءٍ
ويضمُّ الميؤوس والمأمولا
مطلعاً من نهاه إن خيفَ صدعٌ
واختلافٌ من الهدى قنديلا
يتدانى تواضعاً وسماحاً
ويعافُ التمجيدَ والتهليلا
رغم أعبائه الجسامِ فقد كا
نَ الصديقَ القريبَ والمسؤولا
شغله الشاغل الذي أخذ التفـ
ـكير لا غير أن يصون الرعيلا
أيها الجيلُ والحُمُولُ ثقالٌ
وجميل الظنون تغدو الحَمُولا
ارعِ سمع الفؤادِ في كل حينٍ
لولاةٍ قد طوقوك الجميلا
ودع المرجفين يعوون دهرا
إن للمجد في حمانا هديلا
فقريبا رياحنا عاصفاتٌ
وكثيب العداة يضحي مهيلا
إن هذي البلاد تحتاجُ خِلَّاً
لا حقوداً ومرجفاً ضلِّيلا
فاصدقوها بجدكم في علاها
مصعدين الذرى قبيلا قبيلا
ثم سيروا مع ابن سلمان جنداً
تملؤون الفجاج عرضاً وطولا
أيها الجيلُ والحياة وفاءٌ
وعزيزٌ عليَّ ألا أقولا
فالثباتَ الثبات ليس جميلا
أن تميل العقولُ منا مَمِيلا
فرياحُ التغييرِ مكرُ أناسٍ
قد أرادوا دماءنا أن تسيلا
ضربُ كل الشعوبِ بعضاً ببعضٍ
قد أعدوا له زمانا طويلا
غير أن الشعارَ رأيٌ ورأيٌ
يتحرى التجديدَ والتأصيلا
وجديرٌ بكم وليس غريباً
أن تصونوا العهود والتنزيلا
** **
- شعر/ خالد الغيلاني