يوسف المحيميد
من المثير للسخرية أن يحاول بضعة أشخاص من خارج الحدود استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في تويتر ويوتيوب، الترويج لحراك مزعوم في بلادنا، وحث الناس على الخروج والتظاهر، مع أن غيرهم حاول مرارًا منذ أيام الفاكس، والقناة ذات الاستديو الواحد، وحتى الآن، مرورًا بحنين التي تزامنت مع أحداث ما يسمى الربيع العربي، وما تلاها من شيطنة وفوضى أعادت كثيرًا من الدول العربية إلى الوراء على كافة المستويات، السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
هذا الوطن مختلف، وطن طموح ومتطور، يناقش شعبه كل ما يريده علنًا، سواء بالتواصل مع القيادة عبر منافذها الرسمية، أو غير الرسمية في برلمانه المفتوح «تويتر»، فمعظم القضايا والإشكالات يتم تداولها في الإعلام الجديد، وكثير منها تتم مناقشته واتخاذ قرار بشأنه، صحيح لدينا مشكلاتنا المزمنة في موضوعات التعليم والصحة والإسكان، لكننا نناقش ونحاول ونبحث في حلول تمكننا من تجاوز أزماتنا، فالعالم في أزمة مالية منذ العام 2008، بينما تجاوزنا ذلك سريعًا، ولم يتأثر اقتصادنا، وها نحن نتفاعل مع رؤية 2030، بكل ما فيها من طموحات، ونتابع مبادرات الجهات الحكومية لتحقيق التحول الوطني، وأيضًا ندرك جيدًا أن هذا البرنامج، وهذه الرؤية، قابلة للتغيير والتجديد إذا بدا لنا ضرورة تغيير مسارها باتجاه آخر، أكثر جدوى.
نحن منذ أكثر من ثمانين عامًا، ننمو بشكل تدريجي، ننمو اقتصاديًا، ونتغير اجتماعيا، فلم نتوقف يومًا حتى وإن مرت بنا فترات حرجة صرنا ننمو فيها ببطء، لكننا نسير بشكل متوازن نحو مملكة الأمل، مملكة المستقبل. لذا من العبث بث هذه المحاولات الفاشلة لزعزعة أمن هذه البلاد، ومن المعيب أن يفكر فيها أحد، أو يصيبه القلق، فهذا الشعب متماسك، ولديه من الوعي الكثير، سواء بنفسه وقدراته وتطوراته، وبما يحيط به من تجارب دول أخرى تحولت إلى أنقاض وفوضى هائلة، أو بقيادته التي تسعى منذ عقود للانتقال بهذا الوطن إلى مواقع متقدمة في خارطة العالم، ففي الداخل ورش عمل لا تتوقف، وحراك نشط في إنشاء المزيد من البنى التحتية، وقفزات مهمة في الصناعة، عبر ركائزها الثلاث: النفط، والبتروكيماويات، والتعدين، وفي الخارج التواجد ضمن دول العشرين الأكثر تأثيرا اقتصاديا، وتطوير العلاقات التجارية مع كافة دول العالم شرقا وغربا، وتكوين علاقات سياسية ومصالحها مشتركة مع كافة دول العالم.. إن الحراك الوحيد في هذا الوطن هو اقتصاده القوي والمتين.