نشاهد بين الحين والآخر أخبار يتناقلها وينشرها أعداء الوطن أو الحمقى الذين لا يدركون خطورة ما يترتَّب على نشر مثل تلك الأمور، إلا أنه لا يخفى على الجميع ما يدور ويُحاك ضد وطننا من الأعداء والمتربصين، الذين دمَّروا وخدعوا الشعوب العربية باسم الربيع العربي، وشاهدنا كيف تحوَّل الربيع إلى جحيم! انتفضوا باسم الحرية ووقعوا عبيداً وضحايا لمن حرَّضهم على الخروج على حكَّامهم، ففقدوا حريتهم وخسروا أنفسهم ودمَّروا أوطانهم، لُعنت من حرية تلك التي تقود إلى ذلك المصير، لُعنت من حرية تلك التي سنرى فيها ضحايا وأبرياء وأطفال تتيتَّم ونساء تُنتهك أعراضها، لُعنت من حرية تلك التي سنفقد معها الأمن والأمان وانتشار المجرمين، ولنا في قول رسولنا -صلى الله عليه وسلم- درس عظيم لو تأمَّله وفقهه الشعوب التي خرجت على حكَّامها لكانوا بخير وسلامة ولحفظوا أوطانهم من الدمار والفساد، حيث يقول عليه الصلاة والسلام: (من أصبح منكم آمناً في سربه, معافىً في جسده, عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا)، وما يقوم به ثلة من الحثالات والخونة في الخارج من محاولات لتأليب الشعب على قادته كلها باءت وستبوء بالفشل، لأنه وعدٌ إلهي من رب العزة جلَّ جلاله (إن تنصروا الله ينصركم) وهذا ما يفعله قادتنا ويمتثلونه منهجاً لهم، نصروا الله بخدمة الحرمين وخدمة ضيوف الرحمن كل عام، نصروا الله بنشرهم لرسالة الإسلام الخالدة وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام كدين محبة وسلام، نصروا الله بدعمهم لقضايا العالم الإسلامي، كرَّسوا جهودهم وأموالهم في خدمة هذا الدين العظيم وتقديم المساعدات الإنسانية لكل المنكوبين دون التمييز بين عرق وآخر وطائفة وأخرى.
دولة قامت وتأسَّست على نبذ مظاهر الشرك والغلو والعبودية لغير الله، لن يستطيع أحدٌ إخضاعها أو النيل من أمنها واستقرارها، وطن عظيم وكيان شامخ تحفُّه رعاية وعناية الرحمن ثم جهود ولاة أمرنا وحرصهم على كل ما تتطلبه مصلحة الوطن والمواطن، من على أرضها رفع إبراهيم عليه السلام يديه مناجياً ربَّه وداعياً {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}، وطن يُصاب جنوده بإصابات بالغة ويطلبون العودة مجدَّداً للدفاع عنه! وطن تربَّينا ونحن صغار على الدعاء له ولقادته بأن يحفظه الله ويحفظهم من كل سوء ومكروه، فهل يظن بعد ذلك أعداؤها الحاقدين في الخارج أو الداخل أنه من السهل زعزعة أمنها واستقرارها!؟ عوامل عديدة تجعل ذلك من المحال، أولها وعلى رأسها عامل العقيدة، فطاعة ولاة الأمر عقيدة لدينا وأمر رباني في محكم التنزيل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}، وقوله عليه السلام: (من خلع يداً من طاعة, لقي الله يوم القيامة لا حُجَّة له, ومن مات وليس في عنقه بيعة, مات مِيتةً جاهليةً)، وإذا كان الإسلام ينهى عن الخروج على الحاكم حتَّى ولو كان ظالماً, فكيف إذاً لو كان عادلاً ويتخَّذ من الكتاب والسنة دستوراً له!؟ بالطبع سيكون أشد حُرمةً ونهياً، ومن جملة ما يدل على عِظم الدور الذي يقوم به ولي الأمر قول عثمان بن عفَّان رضي الله عنه: «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن» ورحم الله الفُضيل بن عياض عندما قال: «لو أن لي دعوة مستجابة ما صيَّرتها إلا في الإمام, فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد» فيه دلالة على تعظيم سلفنا الصالح لمسألة الطاعة لولاة الأمر وإدراكهم للأخطار والمصائب والفتن المترتِّبة على الخروج عليهم, كذلك من العوامل التي تجعل محاولات الأعداء للنيل من بلادنا تبوء بالفشل ويرتد عليهم كيدهم, عامل التفاهم والانسجام والود بين أبناء الأسرة الحاكمة وتغليب مصلحة الوطن قبل كل شيء، ولا أدل على ذلك من مشاهدتنا لطريقة انتقال السلطة في بلادنا بصورة سلسة وبكل ود واحترام وتفاهم، وغيرها من العوامل التي تجعل المتربصين والأعداء يموتون بغيظهم.
مستقبل هذه البلاد مشرق بإذن الله والقادم أفضل مع أمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع حفظه الله، إنجازات وقرارات مبهجة تعود بالنفع على الوطن والمواطن، بُدءاً من تأسيس صندوق المواطن ومروراً بمشروع القدية وانتهاءاً بمشروع البحر الأحمر، وغيرها ممَّا سيأتي ويترتَّب عليه بإذن الله من خيرٍ عظيم لوطنٍ عظيم وشعبٍ كريم، لذلك ستموتون بغيضكم أيها المعارضين والأعداء في الخارج أو الداخل، لم يعد لكم قيمة ولا كرامة، وأنَّى تكون لكم كرامة! فمن يخون وطنه وقادته لن يحترمه الآخرون بل ويستحقرونه، خسرتم دنياكم وتبرَّأ منكم أهاليكم، وربما تخسرون أخرتكم نسأل الله العافية والسلامة.