ناصر الصِرامي
بالفعل الصحافة تتغير بشكل سريع وصارخ، ومن يشك في ذلك عليه أن يراجع قواه العقلية، سأنقل لكم هنا بعض ما يحدث، وتحديداً ما يخص المهنة والعاملين فيها مباشرة .. نحتاج فقط لبعض الخيال.. لمن يستطيع لذلك سبيلاً!
مر عام منذ أن بدأت صحيفة «واشنطن بوست» باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ربورتات صحفية، قدمت بالفعل حوالي 300 تقرير قصير وتنبيهات حول أولمبياد ريو - البرازيل . منذ ذلك الحين، توسعت استخداماتها تلك البرمجيات لتغطية عدة فعاليات بينها انتخابات الكونجرس وفعاليات رياضية محلية. لتصل إلى نحو 850 مادة صحفية في عام واحد. ومنها بدأ العالم اهتماماً منقطع النظر بهذه الفكرة التقنية !
استخدمت «أسوشيتد برس» الربوتات لتغطية الأعاصير التي اجتاحت ولايات أمريكية، في حين استخدمت «يو اس تودي» برامجيات آلية لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة.. نعم مقاطع فيديو..!
تقول وسائل الإعلام التي تستخدم الصحفي - الربوت - إنها تهدف إلى تمكين الصحفيين من القيام بمزيد من عمل «ذو قيمة عالية»، عوضاً عن التفرغ وإضاعة الوقت للقيام بوظائف اعتيادية أو تقليدية!.
وتقدر وكالة الأنباء أنه تم توفير 20 في المائة من الوقت الذي يقضيه الصحفيون في التغطية، كما ساهم في خفض تكاليف.
كما تسعى «واشنطن بوست» لمعرفة كيفية استخدام البرمجيات، الربورتات -الصحفي الإلكتروني- لمساعدة الصحفيين في إعداد التقارير الفنية والمالية وتحليلها. وخلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي أسفرت عن انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، استخدمت هذه البرمجيات؟ لتنبيه غرفة الأخبار عندما بدأت نتائج الانتخابات تتجه لغير المتوقع، مما يتيح للصحفيين مهلة لتغطية الأخبار واتجاهاتها بدقة. بل تذهب المؤسسات لأبعد من ذلك، عبر استخدام الربوتات للمساندة القانونية للصحفيين بطرق أخرى، بل وتصل لتسهيل المعلومات الجامدة وتحولها لمسار جديد لكشف اتجاهات، أو تحليل البيانات المالية وغيرها من المعلومات الكبيرة، فالهدف والتجارة، والمعلوماتية تقضى بمساعدة المتلقي على العثور على قصص مثيرة لاهتماماته، والأهم تحديث القصص الجارية، وسريعة التغير مثل الأحداث المناخية في الوقت الحقيقي، وبالتالي توفير خدمات مباشرة للقراء بحسب التطورات.
الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام يمنح الوصول الفعّال للناس، بل والمهتمين بأشياء محددة جداً. فالتقارير التي ينتجها الصحفيون الآليون، يمكن أن تخدم الكثير من الجماهير المتخصصة،كما يمكن أن تزيد من الوصول إلى مصادر الأخبار بطريقة هادفة. والنموذج الإخباري الرقمي يتمتع بالرسائل القصيرة والمباشرة، ويمكن استخدامها لهضم البيانات ورصد كم هائل من المعلومات وتقديم نتائج وملخصات أسهل لاطلاع القارئ والمتلقي.
في الوقت الحالي، يمكن بسهولة جداً مراقبة المواد والقصص ومشاهدات الصفحة التي تم إنشاؤها والمادة من قِبل الصحفي الآلي، وتحديد مدى تأثير المادة الصحفية التي قدمها،، وكم من الوقت يعطي للصحفيين البشريين المحترفين الفرصة للقيام بأعمال أخرى أكثر مهنية.
بل وفي الجانب الذي يعنى المؤسسات الإعلامية بالدرجة الأولى، تمنح هذه البرمجيات الصحفية تحديد المشاركة في إيرادات الإعلانات والاشتراكات، والتي بمكن أن تساهم فيها كل مادة منشورة على حدة، قد يبدو الأمر معقداً للبعض، لكنه أبسط مما نتوقع، وأكثر دقة ومرونة وخيالاً من التقليدي ..!
برمجيات أو برامج أو صحفيون إلكترونيون يعملون على مدار الساعة، وسبعة أيام في الأسبوع، لرصد وتجميع كل ما تقدمه، مصادر المعلومات بمختلف أشكالها، من فرز أصوات الانتخابات، للنتائج المالية، للمتابعة اللحظية للأحداث الرياضية، للأسواق، وغيرها..، وتقدمها أولاً بأول على صيغ أخبارية، ومواد صحفية، ومعلوماتية مبهرة، لا تحد من نشاط الصحفي، ولكنها عون للصحفي الحقيقي والفعلي في تقديم تقارير صحفية دقيقة وفعّالة بمهارة عالية جداً.. طبعاً نتحدث عن الصحفي الحقيقي فقط.!