عاش الوطن كما هي أيامه ومساءاته في نعيم مقيم وأمن حميم وأماتت أعداءه تلك الساعات العصيبة بعد أن قذف الشعب السعودي الوفي في وجوههم البائسة صخرة الانتماء والولاء وحب الوطن، وسحق المارقين على حدوده، لقد كانت بحق صفعة أدمت تلك السحنات الشاحبة للخونة وأعداء هذه البلاد الطاهرة، فمن يراهن على هزيمة هذا الشعب النبيل يلازمه دائمًا الخسران المبين، فعلاقته بقيادته علاقة أعضاء الأسرة الواحدة ببعضهم أطرها ومقوماتها الاحترام المتبادل والانتماء الصادق والولاء النقي من كل شوائب الريبة.
لقد قامت بلادنا على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأسكنه الفردوس الأعلى على إعلاء كلمة التوحيد التي ازدانت بها الراية السعودية المنصورة دائمًا بحول الله ثم بحزم وعزم قيادتها الرشيدة، فتحققت تلك الأهداف التنموية الرائدة التي كانت تتجلى في أفق المؤسس وعمل ومن معه من السواعد الوطنية جاهدين لتحقيق هذه المعجزة التنموية على تضاريس الوطن، لقد اختط -رحمه الله- أنموذجًا وحدويًا لمجتمع قادر على السباق التنموي العالمي، وتحقق له ـ بفضل الله ـ ما أراد، فقامت على رمال الوطن وجباله ووهاده وشطآنه معجزة وحدوية تنموية نادرة، تشاركت في بنائها كل الأطياف الوطنية وارتوت بعرق الأسلاف كل لبنات البناء، ويقينًا نؤكده أن المواطن السعودي اليوم يدرك كلفة هذه المكتسبات وتلك الإنجازات وماذا بذل الأجداد والأسلاف في بناء الوطن، فهل يظن المارقون والمتربصون والحاسدون أن أبناء وبنات المملكة العربية السعودية سيعبثون ببناء الأسلاف الشامخ لهذا الوطن ومقدراته الذي نباهي بأمنه الذي تحقق وتنميته التي جللت تضاريسه؟ وقبل هذا وذاك تلك الطمأنينة الدينية التي تعتمر صدر كل مواطن ومقيم؟، فحديث منارات المساجد الذي يصدح دون صمت آناء الليل وأطراف النهار يزرع في النفوس السكينة ويشير بكل وضوح إلى معالم الأمان الذي ضربت أطنابه على كل ذرات الوطن، يرفل فيه كل من وطئت أقدامه ترابه الطاهر.
يتحدث الواهمون عن خروج الشعب السعودي إلى شوارع بلاده، فارتجفت قنوات الإرجاف وأبواقه لتستعد للافتراء والتدليس كما هو ديدنها واستعدت الأنامل الخبيثة فوق منصات التواصل لممارسة ذلك السلوك القميء في التهويل والتغريد، لكنهم خسروا كما يخسرون دائمًا وطأطأت نواصيهم عند أسوار الوطن العالية المنيعة التي لا يصل إليها أقزام الأمتين، لذلك لعل ما أبداه هذا الشعب الوفي كعادته من عشقه الصادق لوطنه أن يفيقهم من وهمهم وسبات عقولهم التي نزعت منها الحكمة والعقلانية وأقنعوا نفوسهم بأن الرؤوس القاصرة قد تنال من أوتاد الأرض وقممها الشامخة، وعليهم أن يضيفوا هذه الخسارة إلى سجلات الحسرة والخذلان السابقة لديهم، وستبقى المملكة العربية السعودية ـ بإذن الله ثم بحكمة قيادتها الرشيدة وبجهود أبنائها البررة ـ فوق هام السحب ويبقى أعداؤها في تجاويف الثرى.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وحفظ الله الوطن وأبناءه والمقيمين على ترابه من كل سوء ولتبقى بعون الله رايته خفاقة على سواري المجد في كل عصر وحين.
** **
معالي الدكتور/ جمعان رشيد بن رقوش - رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية