إبراهيم عبدالله العمار
رجل تزوج امرأة. سافرا لشهر العسل. ليس هذا غريباً، أليس كذلك؟ لكن لو عرفت الأصول الحقيقية لشهر العسل وطقوس الزواج حول العالم لاستغربت، لأن بعضها غريب وبعضها حتى مفزع!
- خاتم الزواج: يلبسه الغربيون على البنصر (الإصبع قبل الأصغر) وهذا يعود لآلاف السنين، القرن الثالث قبل الميلاد في اليونان، بل إن أصله خاطئ! فاليونانيون الأطباء اعتقدوا وجود وعاء دموي سموه «عِرق الحب» يمتد للقلب مباشرة، وأنه ثالث أصبع (أي الأوسط)، لكن لما أتى الرومان بعدهم لم يعرفوا إذا كان الإبهام يُعد أصبعاً في هذا الترتيب أم لا، فقفزوه وعدّوا ثالث أصبع ابتداء من السبابة وهذا صار قبل الأخير، وإلى اليوم والبنصر هو الخاص بخاتم الزواج.
- كعكة الزواج: في القرن 1 قبل الميلاد اعتاد الرومان طبخ كعكات صغيرة في الزفاف، وفي بريطانيا في القرن السابع عشر صار الحاضرون يأخذون كل ما يقع في أيديهم من بسكوت وكعك وغيرها ويكومونها لأعلى ارتفاع ممكن، وكلما ارتفعت زاد حظ العرسان، وزار طباخ فرنسي بريطانيا وحضر زواجاً وارتاع من المنظر العشوائي للأكل المكوَّم، وانحسر ذهنه عن كعكة الزواج المعاصرة الأنيقة.
- فستان الزفاف الأبيض: ظهر في أوروبا القرن16 ميلادي، واللون رمز لعذرية العروس، لكن هذا لم يرضِ الكل، فرجال الدين النصارى استاؤوا من ذلك لإنه إعلان فج لمسألة خاصة!
- الزوج يحمل زوجته: من طقوس الزواج في الغرب أن يحمل الزوج زوجته إذا اجتاز عتبة باب بيته. لماذا؟ في عام 200 للميلاد اعتاد أصحاب القبائل البدوية الجرمانية أن يتزوجوا من قبائلهم، فإذا تعذر هذا اصطحب العريس أفضل أصدقائه كمعاون وخطف فتاة من قبيلة مجاورة ودخل بيته ومعه «زوجته» وهو يحملها بعد خطفها، وهكذا نبع هذا التقليد! كذلك تقليد best man أي الرجل الذي يرافق العريس فقد أتى من هذا التقليد نفسه.
- شهر العسل: يا للفرق الهائل بين معنى شعر العسل اليوم والأصلي! كما ترى في الفقرة السابقة عن «أفضل صديق»، فعندما يخطف الرجل زوجته فإنه يأخذ أغراضه ويفر فيختبئ لفترة من قبيلتها خوف استرجاعهم لزوجته ولا يعرف أحد مكانه إلا صديقه العزيز ذاك، وبعد فترة من الاختباء إذا شعر أن الوضع آمن خرج، وهكذا أتى شهر العسل المعاصر. قمة الرومانسية!