فهد بن جليد
إذا كان لديك طفل بين سن (الثالثة والسادسة) من العمر، فإن الهاجس الأكبر الذي أتوقع أنَّه يشغلك الآن، هو البحث عن محتوى جيد له على الإنترنت مع موضة شغف الأطفال - في هذا العمر -وتعلقهم بالمواد المعروضة على اليوتيوب - للتسلية والمتعة - من الأناشيد والمقاطع والقنوات الخاصة بهم، من خلال استخدامهم الدائم لأجهزتهم الذكية الخاصة، أو التصفح من خلال هواتف أباءهم أو أمهاتهم على أقل تقدير، وتزداد المسؤولية أكثر كلما زادت سنوات العمر.
يوتيوب يحوي العديد من القنوات والمقاطع - غير المُفلّترة - التي يتعرض لها الأطفال في هذا السن تحديداً بشكل شبه يومي، بعض الآباء لا يكترثون طالما أن المحتوى خاص بالأطفال في ظاهره، وذلك نتيجة غياب القنوات العربية المُتخصصة الآمنة، وهنا يكمن الخطر مع انتشار ظاهرة تحوّل العديد من مشاهير التواصل الاجتماعي الفاشلين إلى الحديقة الخلفية (للشهرة) بتفرّغهم لتقديم محتوى الطفل دون أن يكونوا مؤهلين أصلاً لذلك، مع عدم وجود رقابة أو مرجعية تضبط المسألة، وهو ما جعل أطفالنا يتعرضون لمقاطع سلبية، ويكتسبون كلمات وسلوكيات خاطئة وغير مناسبة.
محتوى الأطفال هو الحلقة الأضعف والأكثر استباحة في العالم العربي من خلال اليوتيوب والإنترنت عموماً، فأطفالنا خارج دائرة اهتمام القناة العالمية بعد إطلاق محتوى آمن لمعظم أطفال الثقافات الأخرى دون أن يكون لنا نصيب منها، بل إن جوجل أصدرت مؤخراً خدمة (يوتيوب كيدز) وتجاهلت الطفل العربي، رغم أننا الأكثر استخداماً وتصفحاً.
علينا ألا ننتظر الحل يأتي من خارج الدائرة العربية، وهو ما يستوجب البحث بجدية وتحرك المنصات المُتخصصة والجمعيات والمؤسسات التربوية في هذه الشأن بشكل مفصلي، لإيجاد محتوى مناسب، بصناعة المحتوى، أو فلترة المُتدفق إلينا، من أجل حماية الأجيال القادمة من الخطر الذي يتعرضون له.
في تجربة شخصية وجدت أن أطفالي يتعرضون خلال أول 5 دقائق إلى كم كبير من الكلمات والسلوكيات التي تؤثر سلباً على طريقة تربيتي لهم، والسبب هو توالد وتكاثر قنوات (لمشاهير فاشلين) سابقاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وجدوا في التحول إلى محتوى الأطفال فرصة لمزيد من الشهرة حيث لا رقيب ولا حسيب، بإمكانك أنت خوض ذات التجربة بمنح المُستخدم الصغير الحرية في التصفح، و مراقبة المحتوى المعرفي الذي يتعرض له، لتكتشف حجم الخطر الذي أتحدث عنه.
وعلى دروب الخير نلتقي.