د. عبدالرحمن الشلاش
ورقة التغريب ومنها السير على خطى الغرب، وتغريب المرأة المسلمة، وورقة قيادة المرأة للسيارة، وورقة عمل المرأة وخصوصًا في المحلات، وورقة تصنيف أفراد المجتمع، وورقة الاختلاط، وورقة الحرص على مصالح البلاد وبالتالي نقد كل عمل تقوم به الدولة، وتشويه كل إنجاز واتهام كل مسؤول. هذه الأوراق وغيرها هي ما صدعنا بها تجار الدين وهواة الفلاشات الذين تحولوا إلى عملاء وخونة لهذا الوطن يقبضون بالدولار من أسيادهم في قطر تساقطت الواحدة تلو الأخرى.
لم يكن هدفهم الدين لأن من يهمه أمر الدين يعرف كيف يطرح ويناقش أو يترك الأمر لأهله، لكن هؤلاء لهم أجندات كانت تخفي على السواد الأعظم من الناس، كانوا يتوسمون فيهم خيرًا. الغريب أنهم كانوا يفتحون النقاش حول هذه الموضوعات عند حدوث أي طارئ من أجل الإثارة والتأجيج وإضعاف ثقة الناس في قيادتهم ووطنهم.
كانوا يعلمون أن هناك من سيصدقهم دون تفكير لأنهم رسموا طيلة السنوات الماضية صورة نمطية في أذهان الناس عن الداعية أو الشيخ أو الفقيه الذين بزعمهم لا تأخذهم في الله لومة لائم، أما غيرهم من المشايخ والدعاة المعتبرين والمشهود لهم بالإخلاص لوطنهم فليسوا في تلك الصورة النمطية سوى شيوخ مرتمين في أحضان السلطان، وليسوا سوى مداهنين، أما هم فصفوة الناس بينما هم في واقعهم المريض يدسون السم في العسل. ينتهزون أي فرصة سانحة لنفث سمومهم عبر منهجهم الاخواني الذي لا يخفى على كل ذي لب وبصيرة.
ورقة الجهاد التي دعوا لها سنوات وحرضوا من خلالها الشباب للذهاب إلى ساحات القتال مع الإرهابيين باسم الجهاد بينما أبناؤهم ينعمون بالرفاهية ويذهبون للدراسة في الخارج في بلاد الغرب التي يحاربونها ليل نهار سقطت بعد سنوات استنزف الوطن فيها في عدد من شبابه. جنى هؤلاء الخونة على جيل كبير قبل أن يعلنوا انسحابهم وتغيير وجهات نظرهم ولا غرابة في ذلك فعادتهم الكر والفر والتقدم ثم النكوص فهم يعملون وفق الظروف، وتبعا لمقتضيات الظروف.
الآن كشف الله سترهم وتساقطت كل أوراقهم بعد أن ظهرت الحقائق بارتباطهم بنظام الحمدين وعمالتهم وتلقيهم المبالغ الطائلة من أجل تنفيذ مخططات مجرمة في هذه البلاد وبالتآزر مع العملاء في الخارج. حمى الله هذه البلاد من كل عدو، وأدام عليها نعمه وإن للدين والوطن حماة مخلصين جديرين بالقيام بالدور على أكمل وجه.