سعد الدوسري
يستطيع كلُّ مَنْ هُمْ في الخارج، أن يقولوا ما يشاؤون، سواءً كانوا في لندن أو اسطنبول أو واشنطن. أقوالُهم، وهُمْ هناك، لا تعنينا في شيء. نريدهم أن يعودوا، ليعيشوا بيننا، ثم ليقولوا بعد ذلك ما يقولون.
حسناً، سيضحك مني هؤلاء القوم، وسيعتبرونني ساذجاً، لأنهم أصلاً غير مرغوب بهم، فكيف سيعودون؟! وأنا هنا لن أضحك، ولن أعتبرهم سذجاً، بل سأسأل كلاً منهم سؤالاً:
- هل لو تآمرت على نظام البلد الذي يحتضنك الآن، هل ستبقى دقيقةً واحدة في فندق خمسة نجوم الذي تسكنه؟!
كلهم يعرفون الإجابة.
حريةُ التعبير عن الرأي السياسي، ليس مضموناً فقط في العواصم التي يختارها هؤلاء، ليتحدثوا مع بعضهم آواخرَ الليل بالساعات، بل هي مضمونةٌ هنا، في العاصمة الرياض. لكن أن تحاول أن توهمنا أنَّ حرية الرأي، تشمل التآمر لإسقاط نظام الحكم، فاعذرني، أنا لا أفهمك، ولا يفهمك أحد، ممن يعتبرون أن أسماء مهمة ظلّتْ تكتبُ في الشأن السياسي السعودي لسنوات طويلة، دون أن يوقفها أحد أو يمنعها أحدٌ من السفر، إذ لم تكن لدى هؤلاء أية شبهة للتآمر أو حتى للتعاطف مع أي شأن يمس سيادة البلاد أو أمن البلاد، والأمثلة كثيرة، وإن أرادوا سأذكرهم بالأسماء التي زاملوا بعضها وأعجبوا يوماً من الأيام ببعضها، بل وحاولوا أن يجندوا بعضها، وفشلوا!
هنيئاً لكم بمنفاكم، هنيئاً لنا بوطننا.