فهد عبدالله العجلان
من الجهل أن تتوهم قطع شجرة عثرية بمقص أظافر أو تهز شجرة مثقلة بالثمار، مؤملاً في محصول وفير وأنت لا تحمل سوى سلة خوص صغيرة لا تكاد تسع ثمرة أو ثمرتين... هل قال هذه الكلمات عاقل في الشقيقة قطر للشيخين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وهما غارقان في وهم التخطيط ضد المملكة العربية السعودية؟.... الأموال التي أنفقت كانت بكل تأكيد استثمارًا قطريًا فاشلاً لتمويل مشروع لا يمكن لقطر أن تقود فيه أكثر من مهمة إشعال الثقاب في البيدر تمامًا كالأطفال، لكن من كان يحلم باستزراع الأرض العربية بعد ذلك كان يحرض ويتفرج على المسرح في مكان ما!!
التسجيلات المخزية من أمير قطر ووزير خارجيته السابقين والتي كشفت حجم التآمر على استقرار بلادنا، كانت وما تزال تعكس قراءة خاطئة للداخل السعودي؛ مفادها أن اللحمة الوطنية هشة وتتآكل، ليبلغ هذا الوهم ذروته بتبني خطة استخباراتيه وحرب إعلامية مفتوحة كانت المملكة تراقب عبثيتها بصمت وحكمة، دون أن تفقد زمام المبادرة متى أرادت، وهو ما كان!!
أعتقد أن حمد بن خليفة وحمد بن جاسم أقل وأدنى من أن يملكا إستراتيجية عميقة لرسم مستقبل منطقة الخليج أو ما دونها، فلا الإرث ولا الوعي السياسي ولا الإمكانات تؤهلهما لذلك.... ولذا فإن الأمر في نظري لا يعدو أن يكون حبًا للظهور وحقدًا أسود من أحقاد الصغار استغله من يتربص بهكذا نفوس!
الوعي الشعبي السعودي الذي فشلت قطر في قراءته مبكرًا يدرك حجم الأخطاء في بعض الملفات التنموية في الداخل، ويملك منصات مناقشتها وتصحيحها داخل الحدود بوعي قيادة تجعل الإصلاح بوصلة المستقبل؛ لكنه يملك من الانتماء والولاء للعقد الاجتماعي الكثير الذي لا يستطيع محللو قنوات الزيف السياسي قراءته، ولذا فإنهم يتلقون الصفعة تلو الصفعة، والمستقبل حافل بالمزيد!
أخيرًا فإننا نستقبل اليوم الوطني الـ 87 ونحن نملك الكثير من جذور الماضي وثمار الحاضر وغراس المستقبل... وستظل بلادنا راسخة شامخة بالرغم من أنف كل من تآمروا ويتآمرون عليها ومن يحرضهم وينتظر غراسهم، لأنهم لن يجنوا سوى الحنظل... كل يوم وطني وأنتم بخير!!