سامى اليوسف
المطبل لا يقول الحقيقة، أو تعنيه، ولا تهمه المصلحة العامة، فهو يدور في فلك المُطبل له، وكذلك الإقصائي، أما ذلك الصامت الغارق حتى رأسه في السلبية ، فكأنه يجلس على «كنبة» يتفرج بلا حراك، فهو الآخر لا يساهم في بناء مجتمعه، ولا يصنع تطورًا.
حظي سعادة المستشار تركي آل شيخ بثقة ملكية عند تعيينه رئيساً لهيئة الرياضة، وهو أهلٌ لها إن شاء الله، فما الواجب علينا تجاهه كإعلام رياضي تهمه رياضة الوطن وشبابه؟، الواجب يحتم علينا أن نكون عوناً له، بالدعم والالتفاف حوله في البدايات، وبالإنصاف في حال النجاح، والنقد البنّاء عند وقوع الخطأ.
لكن الواقع الآن في المشهد الرياضي أو الكروي على وجه التحديد، أننا أمام فريقين يشكلان السواد الأعظم من المجتمع الرياضي والإعلامي خاصة الناشطين منهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فالفريق الأول امتهن التطبيل بشكل مقزز إلى حد وصف رئيس الهيئة بالمجدد وتغيير ميوله الحقيقية دفاعاً عنه، وقد تناسى رواد هذا الفريق أن المتلقي خاصة في مواقع التواصل، لم يعد يفكر بنمطية مشجع السبعينيات والثمانينيات الميلادية، بل بات يميز الخبيث من الطيب من الآراء ويدرك من هو «المطبلاتي» ومن هو «النزيه» والصادق، فميول الرئيس لن ينظر إليها بقدر ما يركز على نتائج عمله.
أما الفريق الثاني فهو ينتظر أي زلة لسان أو إيماءة ليقصيه، وكأن اللاعبين على المسرح تبادلوا الأدوار على طريقة «ما أشبه الليلة بالبارحة»، فمن كان يهاجم الرئيس السابق للهيئة صار ينافح عن الرئيس الحالي والعكس صحيح.
بمثل هكذا فكر لن نتقدم، وسنظل نخون الآخر ونشيطنه وكأننا وكلاء عن نوايا الآخرين، ندور في حلقة مفرغة، نخسر مكتسباتنا ونمعن في جلد ذاتنا، فلا التطبيل سيكون طوق نجاة، ولا الإقصاء والتخوين أسلوب تعامل حضاري وتنموي مع المرحلة الحالية المهمة في مسيرة كرة القدم السعودية على وجه التحديد.
كما أن الصامتين من المؤهلين والخبراء والمتخصصين، ينبغي أن تكون لهم كلمة مسموعة، وينفضوا غبار السلبية، ويمدوا أيديهم بالرأي والمشورة لمعالي رئيس الهيئة، وفي هذا السياق أتمنى من رئيس الهيئة أن يفتح عينيه وقلبه ويمد يده للجميع ويستمع للآراء الصادقة من الرياضيين والإعلاميين الغيورين على رياضة الوطن، وخاصة المشهود لهم بالكفاءة والخبرة والتجربة بعيدًا عن الحساسية ، فالهدف واحد، وجدار الثقة يجب أن يشارك الجميع في بنائه لمصلحة الوطن.