فهد بن جليد
جمعة مباركة، من المُصادفات الجميلة أن هذا اليوم يقع بين بداية العام الهجري الجديد يوم أمس الخميس غرة محرم عام 1439هـ، وبين احتفالنا غداً (23 سبتمبر) بيوم وطننا المجيد السابع والثمانين، وكأنَّنا نقول للعالم بأننا مستمرون كسعوديين في تنمية بلادنا وتطويرها، بخطى ثابتة وضعها الآباء والأجداد مُنذ عهد الملك المؤسس إلى عهد سلمان العزم، لتبوء مكانها الطبيعي في صدارة الأمم والحضارات، على منهج قويم ثابت نستمده من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم بالمعاني العظيمة والكبيرة في قصة توحيد هذه البلاد العظيمة.
قصص الكفاح وملاحم البطولات التي خاضها الجيل الأول من السعوديين تحت راية موَّحد هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- لجمع الشتات، ولم الفُرقة، وتوحيد الوطن بكل فصولها وتفاصيلها، هي مصدر فخر واعتزاز لنا نحن أبناء السعودية الحديثة، ففي كل الأمم هناك أيام خالدة وعظيمة يستذكرون فيها مسيرة العظماء العطرة، ونحن نملك أفضل السيَّر وأعظمها في وحدة وطنية فريدة على مستوى العالم، ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ، تتناقلها الأجيال جيل بعد آخر، كأيقونة وحدة وطن، وقصة أمة.
الاحتفال الشعبي، والتعبير السنوي العفوي في اليوم الوطني، هو بمثابة تجديد البيعة والولاء والسمع والطاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وما يُميز احتفالنا هذ العام، هي تلك النظرة التي يحملها الجميع إلى المُستقبل الواعد المُشرق بعين ثاقبة فاحصة ملؤها الأمل، ويد مُتسلحة برؤية وطنية تعني الكثير في مواصلة هذا الكيان لخطط التطوير والتنمية, وهو ما يعني الاعتزاز بمجد تليد، والتطلع لغد فريد، لأمة تسلحت بإيمانها ثم بوحدتها.
في كل المناطق والمُدن تطل علينا -روزنامة ضخمة- من الفعاليات والبرامج التي تنشر الفرح والترفيه وتدخل السرور على القلوب، بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة، بما يجعل اليوم الوطني بالفعل ذكرى مجيدة، تترسخ في أذهان الصغار قبل الكبار، وهو ما يستوجب أن يعرف ويتذكر أبناء الجيل الحديث حجم المُعاناة والثمن الذي دفعه الآباء والأجداد في طريق الكفاح من أجل وحدة هذا الكيان العظيم، حتى يكون لهم نبراساً وطريقاً للحفاظ على هذه الوحدة، والاعتزاز بها دوماً.
وعلى دروب الخير نلتقي.