عقدت منظمة السياحة العالمية اجتماعاتها السنوية الأسبوع الماضي في مدينة شنغدو الصينية.
وشارك في الاجتماعات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على رأس وفد المملكة العربية السعودية، إضافة إلى أكثر من 1100 مسؤول من جميع بلدان العالم يتقدمهم نحم 75 وزيرا عن السياحة في العالم.
وأقرّت الدول الأعضاء في منظمة السياحة العالمية خلال الاجتماعات وثيقةً تاريخية هي اتفاقية منظمة السياحة العالمية الإطارية لآداب السياحة، والتي تحوّل المدوّنة العالمية لآداب السياحة إلى اتفاقية دولية، وهي سابقة في تاريخ المنظمة.
وتغطي الاتفاقية مسؤوليات جميع أصحاب المصلحة في التنمية السياحية المستدامة، ونضع إطارًا يوصي بأسلوب عملٍ أخلاقي ومستدام، بما في ذلك الحق في السياحة وحرية السائح في الحركة والتنقل وحقوق الموظفين والعاملين في قطاع السياحة.
كما ناقشت الاجتماعات عددا من الموضوعات من أبرزها السياحة وأهداف التنمية المستدامة والسياحة الذكيّة، والاتّجاهات السائدة راهنًا في قطاع السياحة.
وقد دعا الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي إلى ضرورة تعزيز السياحة العالمية ودعم حركة السفر وتوفير مقومات السعادة والراحة للمسافرين، مؤكداً على أن 1.2 مليار شخص يسافرون سنويا متوقعاً نمو هذا الرقم إلى 1.8 في عام 2030م، وأوضح الأمين العام إلى أن الصين تعد الأولى من حيث تصدير السياح إلى العالم داعياً الجميع إلى بذل قصارى جهدهم لتحقيق ما اتفقت عليه الدول من حيث أهمية السياحة وتمكينها وتعزيز حضورها وإلغاء جميع الحواجز والقيود.
وأشار الأمين العام، إلى أهمية أن تكون هذه الجمعية العامة، وهي آخر ولايته، في إطار السنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية لعام 2017. قائلا: «أشعر بالفخر إذ ساهمت في توسيع قدرة السفر والسياحة إلى التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة التي توجه عملنا المشترك حتى عام 2030. وهذه الجمعية العامة فرصة فريدة لمواصلة التقدم معا».
مؤكداً على أن السياحة كصناعة تعمل على زيادة موارد الدول وتنمية الاقتصاد القومي بها ، وتساعد على التخفيف من وطأة الفقر في بعض البلدان ذات الإمكانيات السياحية .
وعن اتفاقية منظمة السياحة العالمية الإطارية لآداب السياحة قال الرفاعي: «إنَّها لحظة تاريخية لمنظمة السياحة العالمية.» وأضاف: «إقرار الاتفاقية هو تركة قيّمة للسنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية، التي نحتفل بها هذا العام، وهي أيضًا إشارة قوية بأنَّ الدول ملتزمة بجعل السياحة قوةً من أجل مستقبلٍ أفضل للجميع. وهي تعزّز الدور المؤسّسي لمنظمة السياحة العالمية ضمن منظومة الأمم المتحدة».
وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز قد أكد في كلمته في حفل الافتتاح على أهمية السياحة وتمكينها لتكون رافداً معززاً وداعماً للاقتصاد ومولداً للفرص الوظيفية، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية عملت مع منظمة السياحة العالمية لتحقيق أكبر نمو لقطاع السياحة، مؤكداً أن المملكة وبتوجيهات من سيدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله تتجه وبكل قوتها نحو تعزيز السياحة وتمكينها ودعمها على مختلف المستويات لتواصل المزيد من النجاحات والقفزات التي تتوزاى مع تطلعات المواطنين والمقيمين وزوار المملكة العربية السعودية.
وأضاف « عملت هيئة السياحة والتراث الوطني على ذلك منذ بداياتها حتى وصلت اليوم السياحة في المملكة إلى مستويات كبيرة والأرقام تعكس ذلك حيث إن السياحة اليوم هي ثاني قطاع من حيث العدد يوفر فرصا وظيفية للمواطنين السعوديين، مؤكداً أن المواطن السعودي يريد فرصاً وظيفية ينمو فيها ولا يعمل فيها».
وقال سموه بأن أحد العوامل التي حققت النجاح لقطاع السياحة في المملكة أن الهيئة أشركت المواطن في التخطيط والتنفيذ وهو ما جعل القطاع ينمو بسرعة ولا تصادفه أي عوائق وبالتالي لكي يقتنع المواطن يجب أن يشارك ويشعر أن كل ما يجري يمثله وهو جزء منه.
وتعد الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية في دورتها الـ22 أكبر جمعية تعقد بتاريخ المنظمة إذ يشارك فيها نحو 1100 مسؤول و75 وزيراً يمثلون أكثر من 132 دولة، وقد فازت البحرين ومصر بعضوية المجلس التنفيذي عن منطقة الشرق الأوسط لتنظم إلى المملكة التي هي أصلاً عضواً بالمجلس ليصبح عدد الدول العربية أعضاء المجلس التنفيذي ثلاثة، كما تم ترشيح المملكة العربية السعودية ومصر للعمل في اللجنة المخصصة لإعداد المشروع النهائي للاتفاقية الإطارية لآداب السياحة، والإمارات رئيسا ولبنان والعراق نائبين.
يذكر أن عدد السياح في العالم ارتفع العام الماضي 2016م إلى 1.184 مليار بنسبة 4.6%.
وتتوقع منظمة السياحة العالمية أن يصل عدد السياح الدوليين الوافدين إلى 1.8 مليار نسمة بحلول عام 2030م.