بين رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش، أن في تاريخ كل أمة حدث رئيسي يشكل تحولاً جذريًّا في مسيرتها نحو المستقبل، ويعد حجر الزاوية في أساس بنائها وانطلاقها نحو السؤدد والريادة في مختلف مناحي الحياة، وتتجسد في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية جميع تلك المعاني والأفكار فهو اليوم الذي شهد ميلاد دولة عظيمة استصحبت إرثاً مفعماً بكل معاني الفخر والعزة والأمجاد لتنطلق بعزم وثبات لتأسيس وطن قلما يجود الزمان بمثله، نباهي به العالم، ونفاخر به الشعوب.
وقال في كلمة لـ"واس" بمناسبة ذكرى اليوم الوطني السابع والثمانين للمملكة: في هذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع يتجدد ذكرى كفاح الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- ورجاله الأفذاذ الذين سطروا ببطولاتهم تاريخ المجد ووضعوا لبنات هذا البناء الشامخ الذي أضحى اليوم مقصداً للناس اقتصاديًّا وسياسياًّ، ولطالما كان قبلة للناس ارتضاها الله لعباده المؤمنين، إنها ذكرى نتوقف عندها لنستمد منها أسباب القوة ونستلهم منها معاني حب الوطن والتضحية بكل غال في سبيل وحدته ونهضته ورخائه.
وبيّن أن المملكة العربية السعودية اختطت منذ نشأتها على يد المؤسس الباني ومن بعده أبنائه البررة منهاجاً واضحاً لم يحيدوا عنه في مختلف الظروف والأحوال وهو السعي دونما كلل للأخذ بأسباب التطور والازدهار وتحقيق الرخاء والتنمية لهذا الشعب الوفي، معتصمين في ذات الوقت بتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية منهاجاً ودستوراً، وإننا في هذه الذكرى الغالية التي ندرك تماماً أهميتها وسموها، نغتنم هذه السانحة للعمل سوياً لترسيخ معاني الوفاء لمن بنوا مجد هذا الوطن المعطاء، ولنعمق معاني الولاء والوفاء في نفوس الأجيال الناشئة، بما يغرس فيهم المواطنة الصالحة وحب الوطن والولاء لقيادته الرشيدة، لتبقى مملكتنا شامخة عزيزة مهابة.
وأشار الدكتور ابن رقوش إلى أن ذكرى اليوم الوطني تأتي للملكة في هذا العام لتؤكد قوة التلاحم بين القيادة والشعب، ولتجسد التفاف المواطنين حول قيادتهم الرشيدة ولتروي قصة وطن قدم نموذجاً فريداً للتنمية والرخاء في ظل قيادة فذة ما توانت لحظة في سبيل توجيه مسيرة الخير والعطاء نحو الرقي والحضارة، ونحو تحقيق الرفاه والهناء لأبناء شعبها، ويقيننا راسخ أن بلادنا المباركة اختطت أروع الأمثلة في الوحدة الوطنية بما يخيب على الدوام أطماع الحاقدين ويقمع تربصات الحاسدين ويقطع دابر أصوات الفتنة والضلال.
وعد معاليه هذه المناسبة الغالية التي نحتفي بها اليوم، فرصة لنستعرض بعضاً مما حققته بلادنا من منجزات حضارية جعلت وطننا الغالي حاضرًا بشرف وهيبة في المحافل الدولية، فلقد أثبتت المملكة أنها الدولة الأكثر قدرة على تحقيق أمن واستقرار محيطها الإقليمي والدولي.
وأضاف أنه رغم الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم مؤخراً ومنها انخفاض أسعار النفط، وكذلك التزام المملكة بدعم العديد من الدول الشقيقة والدفاع عن سيادتها وأمنها فإن اقتصاد المملكة الذي يعد الأكبر في المنطقة قد شهد في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- صلابة وثباتاًّ، ولا شك في أن برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030م سوف تكون دعامة قوية للاقتصاد الوطني وللتنمية المستدامة.
وبيّن رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أن هذه الرؤية الطموحة الشاملة والتنوع الذي حدث في بنية الاقتصاد السعودي في السنوات الأخيرة تعزز الثقة في اقتصادنا وهو ما تؤكده مشاركة المملكة العربية السعودية في قمة مجموعة العشرين الأخيرة، الأمر الذي يعزز رفاهية الحاضر ويضمن استقرار الغد بمشيئة الله تعالى، فقد تواصل الاهتمام بجميع القطاعات في المجالات التعليمية والصحية والإسكان والنقل والعمل وغيرها من المجالات سعياً نحو استمرار الحياة الكريمة والرخاء المستديم للمجتمع السعودي، لتثبيت ودعم سياسيات تنويع مصادر الدخل التي اتجهت إليها الإستراتيجية الاقتصادية للمملكة في السنوات الأخيرة بما يعزز الثقة في الاقتصاد السعودي لاستكمال المسيرة التنموية في مختلف المجالات وخاصة في مجال التنمية البشرية.