هالة الناصر
ليس هناك عمل بشري غير معرض للنقص أو الخطأ، نفهم ونتفهم ذلك، ولست مع تهويل الخطأ، ولكن هناك عقليات تمتهن التقصير والإهمال وتدافع عنه على أنه خطأ، تدافع بطريقة تجعلك تصاب بالإحباط من قدرة المجتمع على نبذ بعض المفاهيم المعطلة لنمو المجتمع وخصوصًا مفهوم دمج التقصير والإهمال بالخطأ البشري ومواجهتك بالحكم والمثل التي في صالحهم وترك التي تحثهم على الأداء بضمير وذمة، عندما تواجههم بأخطائهم يواجهونك بأن الكمال لله -وهو حق- ولكن عندما تواجههم بأن الله سبحانه أمر عبده بأنه إذا عمل عملا أن يتقنه لا يجدون غير الهروب والتملص، يبدو واضحًا بأن الخلل في وزارة التعليم لا يخص وزيرها بل يخص بعض المفاصل القيادية فيها وبالذات الأشخاص المسؤولين عن مراجعة وتدقيق محتوى الكتب، فالذين يهملون أخطاء واضحة وكارثية في الكتب المدرسية لن يهتموا بتدقيق المحتوى الفكري في المناهج وضمان سلامتها من كل طرح قد يضر أمن المجتمع والوطن، الشيء المضحك بأنه مكتوب على أوراق فهرس الكتب بأنه تأليف وتدقيق مجموعة من المختصين، وعندما تتصفح الكثير من كتبهم تتحسر على المبالغ التي صرفت من أجل تدقيق الكتاب، وتكتشف بأن ضعف التدقيق لا يشمل فقط التدقيق الإملائي بل الفكري والعلمي والاجتماعي حتى يداخلك شعور بأن هذا الكتاب لم يبذل فيه أي مجهود يذكر وإنما لا يتعدى كونه جهد شخص متواضع قام بتجميع عدة مواد يجمعها سياق واحد، توالي الأخطاء وتكرارها تكشف بأن وزير التعليم الذي ما زلنا نتأمل منه الكثير لم يسارع بتغيير أصحاب الكراسي التي بنت فوقها العنكبوت بيوتًا لا حصر لها، وأصحاب الفكر الوظيفي القديم، وإن استمر بعدم تجديد الدماء في قيادات وزارة التعليم فسيجد نفسه أول المجبرين بالخروج من الوزارة والاعتراف بفشل ليس له ذنب فيه، مهما بلغ الإهمال والتقصير عند بعض منسوبي وزارة التعليم لكنه لا يصل إلى درجة عدم تدقيق صورة للملك فيصل رحمه الله وهو يوقع على ميثاق الأمم المتحدة ليظهر بجانبه -في نفس الصورة- صورة مدبلجة لمخلوق فضائي تم دبلجتها لأغراض يمكن تفسيرها بأنها ليست نزيهة ولكن للأسف إهمال منسوبي وزارة التعليم الذين قبضوا الملايين مقابل أن لا يحدث خطأ فادح مثل هذا، إنها صورة مسيئة لكل سعودي، ولو نشرت هذه الصورة في أي منصة إعلامية أجنبية لقمنا برفع قضية ضدهم دفاعا عن تاريخ بلادنا وسمعة ملك سعودي يمثل رمزًا خالدًا لكل عربي وليس فقط للسعوديين،المليارات من الريالات التي تصرف كل عام للتعليم لم يظهر لها أي فائدة بل لم يستطع تعليمنا تجاوز تعليم دولة عربية ميزانية تعليمها أقل بمائة ضعف من الميزانية التي تصرف لوزارة تعليمنا!