سمر المقرن
في هذا اليوم تحديداً، مهم جداً أن ننظر إلى كل من هم حولنا، أن ننظر إلى الدول القريبة منّا وكيف وصلت إلى حالة من الدمار، أن ننظر إلى تلك التجارب السلبية التي مرت بها دول شقيقة وما آلت إليه. لنقف مع أنفسنا ونشكر الله -عز وجل- على هذه النعمة العظيمة التي منحنا إياها، ولأننا كذلك، فنحن أمام فوهات كبيرة مفتوحة علينا ملؤها الحسد وتمني زوال ما نحن فيه من نعمة.
من المهم أن نستشعر ونؤمن بدور كل منّا في التصدي للحساد، لأن عشاق الدمار والخراب يؤلمهم أن يروا المملكة وهي في تقدم ونماء دائم، يوجعهم هذا الازدهار، ويرهقهم رؤيتنا في أعلى مراحل النجاح، لذا فنحن شغلهم الشاغل، لأننا مركز الأمان للدول العربية والإسلامية، ومحاولة زعزعة هذا المركز من قِبلهم سيضمن لهم نجاح الخطط التخريبية التي تشمل كل ما هو عربي وكل ما هو مسلم.
إننا في هذا اليوم بحاجة إلى تعداد نعم الله علينا وهي لا تعد ولا تحصى، وأن ننظر إلى كل مكوناتنا الإنسانية التي جمعها تراب هذا الوطن.. وأن يكون لدينا يقين بأن هذا الاستهداف هو استهداف لكل واحد منّا، بغية الوصول إلى تفتيت و«تفكيك» هذا البناء الشاهق والذي أرتوى وقام من دماء أجدانا، وأن كل جزء من مكونات هذا الوطن يخص كل واحد منّا، أن يكون لدينا هذا الانتماء الذي بدأ من جذورنا، وأن أي حالة ضعف تمر على أي مواطن هي نزوح عن هذا الانتماء القوي.
هذا الوطن يختلف عن أي وطن آخر، فهو جهة لا ننتمي لها نحن السعوديين فحسب، بل ينتمي لنا كل مسلم، فنحن أرض الحرمين، وأرض الشريعة السماوية التي قامت فيها الرسالة المحمدية العظيمة، والتي ستظل في امتداد طويل إلى نهاية العالم، جذورنا متشابكة بين الدين والوطن وانتماؤنا يقوى بكليهما.
نعم.. إنه الوطن بمعناه الشمولي، هو الذي رسم ملامحنا وهويتنا، هو الذي أغرقنا بالحب في غرس إلى جذر الأعماق. الوطن هو ذاك البيت وتلك الأم وصوتها الرنّان بالدعاء، هو ذاك الأب الذي تتجمل الحياة بعطفه ورحمته. الوطن هو أنا وأنت وأرضنا وراحتنا بالانتماء.. كل عام وهذا الوطن يزهو بمحبتكم، وينمو بعطائكم.