تحل ذكرى اليوم الوطني السابع والثمانين لهذا العام ذكرى ملحمة التحدي والتوحيد التي خاضها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- صانع هذه المعجزة، التي تجلت في فاصل تاريخي في بناء الإنسان السعودي والبناء التنموي الشامل.
ففي مثل هذا اليوم أعلن المؤسس -رحمه الله- توحيد المملكة العربية السعودية، حيث بايعه الشعب على السمع والطاعة والإخلاص لبناء الوطن وحمايته وصونه، والسير به نحو التقدم الحضاري والإِنساني.
وقد كان منهجه -رحمه الله- كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، حيث وضع لبناتها الأولى وواصل ابناؤه البررة من بعده استكمال البنيان، ومواصلة مسيرة الجد والكفاح لبناء هذا الوطن.
إن احتفال مملكتنا الغالية بهذه المناسبة، يمنحنا الفرصة للتعبير والاعتزاز والفخر بانتمائنا لهذه الأرض ألطاهرة، ويعيد التأكيد مجددًا على تلاحم أبناء هذا الوطن المعطاء، واعتزازهم بماضيهم وحاضرهم وتطلعهم إلى مستقبل مشرق في ظل الرعاية الكريمة من لدن والدنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله.
إن هذه المناسبة العظيمة تمثل استشعارًا لأهمية الوطن وترسيخًا لمحبته وعرفانًا بفضله واعتزازًا بمكانته المرموقة عالميًا، التي وصل إليها بفضل قياداته الحكيمة ولم تأل جهدًا في العمل في كل ما من شأنه رفعة الوطن وخدمة المواطن، منذ أن بدأت مسيرتها في عهد المؤسس وسار على نهجه أبناؤه الملوك البررة، مرتقية نموذجًا يحتذى به للاستقرار السياسي والنماء الاقتصادي الذي لم يكن ليتحقق لولا فضل الله ثم العلاقة الوثيقة والعميقة والحب الكبير الذي يربط القيادة الحكيمة بالشعب الوفي. وهي مناسبة للتأمل واسترجاع ما كنا عليه وما أصبحنا ننعم فيه الآن من خير وأمن، يدفعان مسيرة التنمية والتطوير والإصلاح والانفتاح التي نشهدها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لتحقق لنا من الإنجازات التنموية في كافة المجالات ما نفتخر به جميعًا.
وعلى الصعيد الخارجي، فقد عززت سياسات قادة هذه البلاد الفعالة والمتوازنة من حضور المملكة الخارجي على كافة الأصعدة العربية والإقليمية والدولية، وموقفها الثابت ونصرتها الدائمة لقضايا أمتها العربية والإسلامية، كما أن جهودها الإنسانية المتمثلة في الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل، وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري ومناصرة القضايا العادلة، ودعم ونصرة المنكوبين والمستضعفين، وجهودها في مكافحة الإرهاب ومبادرة القيادة الكريمة للحوار بين اتباع الديانات والثقافات، جعلت من المملكة رمزًا للسلام في العالم، مما أكسبتها احترام قادة وساسة دول العالم. إن ما تمت الإشارة إليه ما هو إلا لمحات بسيطة عن هذا الوطن المعطاء، الذي يترجم الحب الكبير بين القيادة والشعب ويعكس المكانة المتميزة والمرموقة التي يغبطنا عليها الكثير، مما يحملنا مسؤولية كبيرة للتضحية من أجله، فهنيئًا للشعب بقيادته الحكيمة، وللقيادة بالشعب الوفي سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ هذا الوطن وقيادته وشعبه من كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب.
... ... ...
بقلم/ يحيى بن حمود الغريبي - الرئيس التنفيذي لشركة السلام لصناعة الطيران