الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على الهادي البشير والسراج المنير سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: يمر على الوطن ذكرى اليوم الوطني السابع والثمانين والذي يحتفي به أبناؤه من خلال استشعارهم لما تحقق له من انجازات خلال العقود التي تلت توحيده على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن «يرحمه الله» وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «رعاه الله» والتي كان المواطن ولا يزال شريكاً في تحقيقها وداعماً لها.
ولعل المتأمل في واقع هذه البلاد «رعاها الله» يدرك تلك اللحمة الوطنية التي تنعم بها، والتي تأتي ثمرة للتمسك بالمرتكزات التي قامت عليها، وثمرة لحرص قادتها على مصلحة الوطن والمواطن في كل ما يتخذ من قرارات وما يوضع من خطط، مما جعل المواطن وهو ينعم بتلك الثمار يقدر لقادته ذلك الحرص ويترجمه إلى حرصٍ على ما أنجز وإلى ولاءٍ لقادته وإلى استعداد للتضحية في سبيل الوطن، وقد ظهر ذلك خلال الأزمات التي ألقت بظلالها على المنطقة، وأثرت في كثير من الدول وبفضل الله ثم بوعي المواطن وقيادته لم يكن لها أثر يذكر على بلادنا.
إن وطناً أسست قواعده على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتبوأ مكانة القيادة في الأمة وضحى قادته وشعبه في سبيل أداء تبعات تلك المكانة، لحري بالمحافظة عليه من قبل أبنائه وبأن يغرس المؤثرون في المجتمع بكل فئاتهم لدى الناشئة قيم الولاء لله ثم للوطن وللقيادة، وأن تستخدم في ذلك كل الوسائل المتاحة كي يدرك الناشئة مكانة الوطن ودوره القيادي في الأمة، وليدركوا تلك الرسالة التي يحملها قادته ومواطنوه لينطلقوا في المستقبل وهم بناته من أهداف واضحة مستمدة من تلك المكانة، وليجعلوا من مستقبله بعناية الله ثم بتوجيه قيادتهم مستقبلاً مشرقاً حافلاً بالإنجازات.
حفظ الله على بلادنا نعمه الظاهرة والباطنة، ووفق الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
... ... ...
سعود بن فهيد العبده - مساعد مدير عام التعليم للشؤون المدرسية