رجال أفذاذ قلما أنجبت الديار أمثالهم، نتذكرهم ونحن نتحدث عن يوم الوطن نالوا حظاً وافراً من الصيت، بنبل أخلاقهم وعلو سجاياهم، وطول باعهم بعمل الخير والمواقف الإنسانية، وقبل ذلك خدمتهم النقية الصافية للدين والوطن، وإسهاماتهم الجليلة بكل ما له علاقة بالذود عن حياض الشريعة الإسلامية وما يؤدي لنشرها وصيانتها من أي مساس بمبادئها وتعاليمها السمحة، ودعمهم للمشروعات العلمية وكراسي البحث، وتمويلهم السخي للمدن والمراكز الطبية المتخصصة، والدعم بلا حدود لمراكز مكافحة الإعاقة وأمراض القلب والأعضاء، ودور الأيتام والأرامل، ولم تقتصر أعمالهم الجليلة على الداخل بل امتدت وبسخاء ملموس إلى الأشقاء والأصدقاء والدول الفقيرة عبر العالم دون تمييز، لإيمانهم بأن الأعمال الإنسانية لا تحدها حدود، وحين يذكر العمل الإنساني الخيري لا بد أن تكون أسماء أولئك النبلاء في رأس القائمة (سلطان بن عبد العزيز ونايف بن عبد العزيز- رحمهما الله-، هنا إضاءات مختصرة حول خطواتهم الخيرية والإنسانية.
سلطان الحكمة والبر والخير
نشأ (المغفور له بإذن الله) صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، في بيئة معرفية وقيادية، إذ تعلم من والده المؤسس جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - الصفات القيادية وحب العلم والأعمال الخيرية الإنسانية، مما هيأ سموه لتولي مهام جسام أوكلت له كقيادي محنك، ليقدم -رحمه الله- كل ما يملك من خبرات وقدرات معرفية لخدمة دينه وملكه ووطنه، وشهدت له أعماله الخيرية ومواقفه الوطنية والسياسية بحكمة القيادة وحسن الإدارة، وتسخير جزء كبير من حياته للالتفات للأعمال الخيرية والإنسانية نلقي عليها قليلاً من الضوء بالأسطر التالية.
مشروعات علمية وبحثية
دعم سموه -رحمه الله- عدداً من المشروعات العلمية والبحثية داخلياً وخارجياً، منها:
- دعم الكراسي العلمية بجامعة الملك سعود بمبلغ (50) مليون ريال.
- دعم عدد من الجمعيات والفعاليات العلمية بالجامعات السعودية.
- جامعة الأمير سلطان الأهلية في الرياض.
- مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بمبلغ عشرة ملايين ريال سنوياً.
- تمويل برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمي للمنح البحثية المتميزة بجامعة الملك سعود.
- كلية دار الحكمة للبنات في جدة.
- مشروعات أبحاث الإعاقة ومراكز المعاقين.
- مراكز أبحاث وعلاج أمراض القلب.
- أبحاث الشيخوخة والخرف بالجامعة.
- صندوق الحياة الفطرية.
- جامعة الأمير فهد بن سلطان بمنطقة تبوك.
- جامعة الملك سعود بمبلغ (10) ملايين ريال سنوياً.
- المدرسة السعودية للأيتام في باكستان.
- المشروع الطبي «بكشجري» في باكستان.
- مركز معالجة الأمراض السرطانية في المغرب.
- جامعة الأزهر في مصر.
- مأوى للبنات في الفلبين.
- المركز الإسلامي في اليابان.
- المجلس الأعلى للمساجد في ألمانيا.
- المؤسسة الثقافية بجنيف.
- الهيئة العربية العليا في فلسطين.
- مشروع الموسوعة عن القضية في فلسطين.
- مركز سلطان لجراحة المناظير في كوسوفا.
- مشروع إعداد أطلس الصور الفضائية للمملكة العربية السعودية.
- تأسيس مركز الأمير سلطان الحضاري في حائل.
- رعاية مشروع الأمير سلطان بن عبد العزيز للمحافظة على الصقور.
- إنشاء مدارس روضة الأجيال في فلسطين.
- تمويل ودعم الجمعية السعودية للاقتصاد والجمعية السعودية للإعلام والاتصال بجامعة الملك سعود.
أعمال خيرية
للمغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز سجلات حافلة بأعمال الخير تم تحويلها إلى أعمال مؤسسية تشرف عليها جهات ولجان خيرية متخصصة منها: مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة:
1ـ مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية
هي مؤسسة غير ربحية أنشأها وأنفق عليها سموه منذ عام 1416هـ/ 1995م، وللمؤسسة عدد من الأهداف الإنسانية والاجتماعية، لتقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين. كما أن لها أنشطة بارزة في دعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية والطبية والعلوم التقنية، بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم، وتحقق المؤسسة أهدافها من خلال عدد من المشروعات والنشاطات منها:
- مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية:
تعد من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، حيث تضم مركزاً متكاملاً للفحوص الطبية والمخبرية والإشعاعية، وغرفاً للعمليات الكبرى والصغرى ومركزاً للتأهيل الطبي، كما يوجد في المدينة مركز لتنمية الطفل والتدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الإعاقات البدنية واعتلالات النمو والمشكلات الصحية المعقدة، وبلغت التكلفة الإنشائية لمدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية أكثر من مليار ريال سعودي.
- برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية «مديونت» MeduNet:
يهدف البرنامج إلى تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي، ويقدم خدمات عديدة منها الطب الاتصالي، خدمات الاتصال المرئي والمؤتمرات متعددة الأطراف، أنظمة المعلومات الصحية المتكاملة، التعليم عن بعد، تصميم وتجهيز الشبكات، تصميم وتطبيق الشبكات الافتراضية الآمنة.
- مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية «سايتك» Scitech:
يهدف المركز إلى نشر مبادئ المعرفة وابتكارات العلوم والتقنية، من خلال منهجية التعليم بالترفيه والتعليم بالتجربة والمشاهدة وتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف لمختلف الأعمار. وبلغت تكلفته الإنشائية قرابة «270» مليون ريال سعودي، وقد أهدى سموه هذا المركز لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مدينة الظهران عام 1426هـ/ 2005م ليستفيد منه أبناء المملكة والخليج.
- مشروعات مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية للإسكان:
تهدف المشروعات الخيرية للإسكان إلى بناء وتمليك الأسر المحتاجة مساكن عصرية نموذجية موزعة على عدد من مناطق المملكة، مؤثثة تأثيثاً كاملاً ومزودة بالخدمات اللازمة.
ولمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية العديد من البرامج والأعمال الخيرية والبحوث العلمية التي نفذتها أو دعمتها، للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية أو للمستشفيات الخاصة والعامة، أو لتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة، إضافة إلى تعبيد الطرق وحفر الآبار داخل المملكة وخارجها، والكثير من المشروعات الإنسانية.
2 - لجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة
تهدف اللجنة إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة حيث بدأت في دولة النيجر عام 1998م بتوجيه من سموه الكريم باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها جمهورية مالي عام 1419هـ الموافق 1999م، وفي عام 1421هـ/ 2000م امتد عملها لتشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى، وكانت اللجنة تقوم بتسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة كالملاريا والعمى، كما أقامت العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية والصحية كحفر الآبار وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى.
الأمير نايف يواجه الإرهاب بكل حزم
للمغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية جهود خيرة أثمرت نهضة شاملة ونقلة نوعية لقطاعات العمل الأمني وأسهمت بفضل الله في إرساء دعائم الأمن والاستقرار بالمملكة، نتناول هذه الجهود بإيجاز.
الإرهاب والتطرف
أولى سمو الأمير نايف بن عبد العزيز اهتماماً بالغاً بقضايا الإرهاب والتطرف، وعمل على معالجتها فكرياً، وحقق سموه انجازات مهمة في هذا المجال، بجانب ما لسموه من مواقف وأعمال مشهودة من شأنها تحقيق الأمن واستقراره في أنحاء البلاد:
المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب:
- محاربة الفكر بالفكر، وأنه أجدى وأنفع من محاربته بالسلاح والقوة فحسب وعليه فقد تمت الموافقة على:
ـ تأسيس إدارة خاصة عام 1427هـ/ 2007م تحت مسمى إدارة الأمن الفكري ضمن تنظيم وزارة الداخلية الإداري.
ـ تشجيع ودعم عشرات الدراسات والأبحاث الخاصة بظاهرة التطرف وارتباطاتها.
ـ تشكيل فريق عمل من أساتذة الجامعات لوضع خطط استراتيجية للأمن الفكري العربي.
ـ تأسيس وتمويل كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود عام 1428هـ/ 2008م.
ـ تمويل كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عام 1429هـ/ 2009م.
ـ تكليف فريق عمل كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري لوضع استراتيجية وطنية شاملة للأمن الفكري في 1431هـ/ 2010م.
المناصحة وأسر الشهداء
شكلت وزارة الداخلية بتوجيه وإشراف من سموه -رحمه الله- لجنة المناصحة وهي لجنة شرعية تتكون من العلماء والدعاة والمفكرين بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة لدى الموقوفين ونصحهم وتوجيههم إلى تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة السليمة وفق ما شرعه الله سبحانه وتعالى وبينه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في سنته النبوية فكان إنشاء (مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية) هدفاً لكشف الشبهات وتوضيح المنزلقات الفكرية التي يتبناها أصحاب الفكر المنحرف الذي يقود إلى الإرهاب من أجل إعادة الموقوفين إلى رشدهم وتصحيح مفاهيمهم، وحظيت جهود سموه ضد الإرهاب بكل تقدير من الشعب والأسرة الدولية، وطالبت عدة دول بالاستفادة منها.
وحرص سمو الأمير نايف -رحمه الله- على أن تكون رعاية أسر شهداء الواجب رعاية شاملة، وألا تقتصر على الجانب المادي فحسب فسعى الى التخفيف من الآثار النفسية السيئة التي يحدثها خبر الشهادة على أهالي الشهداء.
وقال سموه -رحمه الله- خلال إحدى زياراته لأسر ضحايا المتوفين (إننا أتينا اليوم لنعزيكم ونواسيكم وفي الواقع نحن أيضًا نعزى في إخواننا وأبنائنا شهداء الواجب ولكم أن تفخروا بمن ضحوا بحياتهم من أجل دينهم ووطنهم وهي تعد من ضمن أعلى أنواع التضحيات، نسأل الله أن يتقبلهم عنده من الشهداء وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهمكم وذويهم الصبر والسلوان)، كما كان سموه يحرص سنوياً على معايدة أسر شهداء الواجب الذين استشهدوا أثناء مواجهتهم أحداث الإرهاب بالدفاع عن دينهم ووطنهم، كما حرص -رحمه الله- على استضافة أسر شهداء الواجب لأداء مناسك الحج سنوياً على نفقة وزارة الداخلية.
مكافحة المخدرات
سعى سمو الأمير نايف رحمه الله بكل جهد لتطوير اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات حيث تم تشكيلها بمشاركة عدة وزارات ووضعت لها أمانة عامة تسعى لتحقيق أهدافها لعلمه -رحمه الله- بأن مشكلة المخدرات أصبحت من الظواهر الخطرة التي تجتاح العالم، وتكلف الدول خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، وتتضمن استراتيجية العمل المؤسسي في مكافحة المخدرات:
ـ تأسيس الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في جهاز الوزارة مع إدارة أمنية متخصصة في الأمن العام (استقلت إلى قطاع) لمواجهة هذه الظاهرة على مختلف المستويات.
ـ تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات 1428هـ.
ـ عقد عدد من الاتفاقيات الثنائية والإقليمية والدولية بما يحد من انتشار هذه الآفة وتفاقمها.
ويعد كرسي الأمير نايف للوقاية من المخدرات ـ الذي تم بتمويل شخصي منه -رحمه الله - دلالة على اهتمام سموه بمحاصرة آفة المخدرات من جميع الجهات واستغلال الدراسات والبحوث لمكافحة هذه الظاهرة حيث وافق -رحمه الله- في 20 محرم 1430هـ الموافق 17 يناير 2009م على إنشاء الكرسي الذي شكل إضافة نوعية إلى برنامج كراسي البحث بجامعة الإمام، كما تعد وحدة الوقاية من المخدرات بمركز الأمير نايف بن عبدالعزيز للبحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وحدة رائدة في مجال الوقاية والمكافحة.
أمن وراحة الحجاج
عرف عن سمو الأمير نايف بن عبد العزيز حرصه الكبير والدؤوب على الحفاظ على أمن الحجيج وتوفير السبل المريحة لهم لأداء مناسكهم في يسر وسهولة وتشرف بخدمتهم من خلال ترؤسه لجنة الحج العليا، إذ يعد موسم الحج من الإنجازات والمهام الصعبة والبطولية لرجال الأمن للقيام بمسؤولية امن وراحة الحجيج وأثبتت النجاحات التي تحققت بمتابعة سمو الأمير نايف -رحمه الله- ما تبذله القطاعات الأمنية في هذا الشأن.
مجلس وزراء الداخلية العرب
بفضل جهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، عرف المجلس أنه من أنجح المجالس الوزارية العربية وعمل سموه على إنجاز الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة من قبل وزراء الداخلية والعدل العرب، وبذل الجهود ليجعل وزراء الداخلية أكثر التصاقاً بالمواطن وتحسس مشاكله والعمل على حلها، وواصل سموه تطوير رفع أداء رجال الأمن من خلال التدريب والتعليم المستمر.
كما كان لسموه نشاطات وأعمال إنسانية خيرية كبيرة كالإشراف على لجان وحملات الإغاثة والعمل الإنساني لمشاريع التبرعات الشعبية والحكومية التي تتبناها وتقدمها المملكة للشعوب العربية، وتقديم المساعدات الغذائية ودعم الأسر الفقيرة والجرحى والمعوقين وكفالة الأيتام ودعم التعليم الجامعي، وبناء المساكن الخيرية، وتقديم الأدوية والمستلزمات الطبية وبناء المراكز المتخصصة لعلاج الأورام السرطانية، ودعم جهود الإغاثة للشعب الفلسطيني، واعتماد وتنفيذ العديد من المشروعات الإنسانية للمتضررين في الحروب.
حضور دولي
كان لسمو الأمير نايف -رحمه الله- حضور دولي بشخصيته القيادية والأعمال الجليلة،مثل:
ـ دعمه الجهود الإغاثية للشعب الأفغاني.
ـ رئاسة اللجنة السعودية لإغاثة كوسوفا والشيشان.
ـ ولجنة إغاثة المتضررين من كارثة تسونامي في إندونيسيا.
ـ ولجنة إغاثة المتضررين من الزلازل والفيضانات في الدول المتضررة.
- والمشرف العام على الحملة الوطنية لمساعدة متضرري مجاعة الصومال.