جاء سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز من مدرسة آل سعود التي تخرِّج النوابغ من رجالات الحكم والإدارة، أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه-، ظهر سموه ملازمًا والده حكيم العرب خادم الحرمين الشريفين، ما أعطاه الحكمة وزوَّده بالمعرفة وصقل فيه موهبة تقييم الرجال، سيرة ذاتية رائعة لشخصية متعددة في ثقافتها، متنوِّرة خلاّقة، كأن صاحبها جعل من كلِّ لحظة في حياته فرصة للاستزادة بالمعرفة، وحين صدر التتويج الملكيُّ بتعيينه وزير دولة عضوًا في مجلس الوزراء كان جاهزًا لأداء دور وطني جديد في موقعٍ حيوي مهم، إضافة إلى أدواره المتشعبة الكثيفة، زادت الثقة بكفاءة وقدرات سموه إلى أن تدرجت به المناصب ليتسنم ولاية العهد، هنا أسطر مختصرة من سيرة سموه.
بصمة مشعة في سجل التفوق
ترك سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بصمته بسجل السعوديين المتفوقين منذ اشتداد عوده، حين ورد اسمه في قائمة العشرة الأوائل على مستوى المملكة لطلاب المرحلة الثانوية، وواصل التفوق حين انتقل إلى دراسة القانون في جامعة الملك سعود في الرياض، وحصد المركز الثاني بين خريجي الجامعة، فتخرَّج متسلحًا بالمعرفة القانونية ليتجه للعمل الاجتماعيِّ ويتفاعل مع عامة الناس والنشطاء الاجتماعيين المسكونين بالعمل الخيري، وكانت وجهته الأولى هي مجلس أمناء جمعية ابن باز الخيرية التي شغل عضوية فيها، وشهد كثيرًا من أنشطتها وأعمالها متشاركًا مع العاملين فيها، ومن ثم أضاف الأمير الشاب إلى نشاطه نشاطًا آخر هو عضويته الفخرية للجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات، ورئاسته (آنذاك) اللجنة التنفيذية لجائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لشباب الأعمال ومنصب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الملك سلمان للإسكان الخيري ليتولَّى الإشراف على اللجنة التنفيذية بالجمعية، كما شغل منصب الرئيس الفخري للجمعية السعودية للإدارة، وتضاعف حماسه في العمل الخيري والاجتماعي، وتمثل النشاط مجددًا في عضوية مجلس إدارة جمعية البر بمنطقة الرياض، ومجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة، وتولَّى بنفسه رئاسة مجلس الموارد المالية بالجمعية، وراحت أعماله الاجتماعية تتزايد ليترأس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان للشباب، وكذلك منصب رئيس مجلس الأعضاء الفخريين لجمعية الأيادي الحرفي، وكان مؤسسًا لعدد من المؤسسات الخيرية، من بينها جمعية ابن باز الخيرية لتيسير الزواج ورعاية الأسرة، إضافة لشغله منصب رئيس مجلس إدارة مدارس الرياض ورئيس اللجنة التنفيذية، وعضو المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية في منطقة الرياض ومؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية (مسك الخيرية)، وفتح العمل الاجتماعي المكثف للأمير النشط نوافذ متعددة للتواصل مع عامة الشعب، ورموز العمل الاجتماعي والخيري، ووضعه في بيئة أعمال متشعبة مرتبطة باحتياجات الناس، ليكوِّن ثقافة عامة مصدرها قاعدة المجتمع الواسعة، ورسم صورة واضحة من المعرفة الاجتماعية والإدارية والثقافية وبالتالي تراكمت لديه حصيلة واسعة من الفهم العميق والإدراك الواسع لكثير من الأمور.
تراكم معرفي ونمو بالخبرات
انتقل صاحب السمو الملكي ولي العهد من الخبرة الاجتماعية إلى الخبرة الرسمية، عبر هيئة الخبراء بمجلس الوزراء ليُضيف إلى المجلس معرفته بكثير من حقائق واقع المجتمع من جهة، ويُضيف إلى نفسه خبرة عمل جديدة، حيث كانت الوظيفة الأولى التي تسلمها سموه هي وظيفة باحث نظامي، وأظهر هنالك مهارة وإمكانات عالية ليُصبح مساعد مستشار في الهيئة ذاتها، ومنها إلى وظيفة مستشار، وفي هيئة الخبراء بمجلس الوزراء تمرُّ كثير من القرارات الحكومية المهمة ليُدلي الخبراء بما لديهم تمهيدًا لاتخاذ القرار النهائي وبالتالي انفتحت نوافذ الخبرة المكثفة مجددًا أمام تجربة الأمير الشاب ذي الذكاء المتوقد القادم من العمل الاجتماعي، وهيئة الخبراء مؤسسة قانونية مهمة حيث تعمل عقول نيرة كثيرة، وينشط فيها باحثون وخبراء وعلماء قانون وإدارة ذوو مؤهلات ومهارات عالية، وفي هذا الوسط المهم وجد الأمير محمد بن سلمان فرصًا كثيرة للاستزادة بالمعرفة الإدارية والقانونية، فضلاً عن تلقِّيه دورات متخصصة دعمت تفكيره الإداري والقانوني، وأمضى بالهيئة قرابة عشر سنوات، ليعمل ـ بعدها ـ مستشارًا خاصًا لأمير منطقة الرياض، محتفظًا بوظيفة مستشار غير متفرغ في هيئة الخبراء أيضًا، وأضاف إلى ذلك منصب أمين عام مركز الرياض للتنافسية، وكذلك مستشار غير متفرغ لدارة الملك عبدالعزيز، وتطورت قدرات سموه ليشغل (آنذاك) منصب مستشار خاص للأمير سلمان بن عبدالعزيز، ومن هذا المنصب ارتقى إلى منصب (مستشار خاص ومشرف على المكتب والشؤون الخاصة لولي العهد) ومضى الشاب الأمير في بناء ذاته في الخدمة الوطنية، حتى صدر الأمر الملكي بتاريخ 25-6-1435 هـ بتعيينه وزيرًا للدولة عضوًا بمجلس الوزراء.
ولي العهد مسيرة خيرية
شخصية صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان توصف بأنها قريبة جدًا من الشخصية (السلمانية)، وبصيغة أخرى فإن سيرة سمو الأمير محمد بن سلمان مُشابهة كثيرًا لسيرة والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من حيث التقارب مع المواطنين والاحتكاك بعامة الناس، ومزاوجتهما بين العمل الرسمي والعمل الشعبي، وعلى مدى عمله أميرًا لمنطقة الرياض لأربعة عقود كان الملك سلمان حاضرًا بقوة في المؤسسات الخيرية، وداعمًا للمؤسسات الاجتماعية، ومتواصلاً مع رموزها تواصلاً مباشرًا، وهذه الروح انعكست في شخصية الأمير محمد الذي خاض العمل الخيري عبر مؤسسات أخرى، قبل أن يؤسس مؤسسة خيرية باسمه، هي مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك الخيرية) المهتمة بدعم وتطوير المشروعات الناشئة والتشجيع على الإبداع بالمجتمع السعودي، ومثلما أسس سموه (مسك)، قدَّم مبادرات اجتماعية كثيرة من بينها مبادرة (تيد اكس الأطفال) المعنية بتنمية ثقافة الطفل واكتشاف مهاراته، ومبادرة ملتقى (مغردون سعوديون) الذي يستهدف رواد (تويتر) بالمملكة العربية السعودية ويرصد تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع السعودي، كما وقف الأمير محمد بن سلمان وراء مبادرة (كمل) التي أسسها رغبة منه في تغيير المفهوم السائد للفشل ولتحويله لنجاح عن طريق جمع المتعثرين في مشروعاتهم مع ذوي الخبرات الناجحة، ليتعرفوا على أخطائهم وليطلعوا على مرتكزات نجاح التجارب الناجحة، إضافة لما توفره المبادرة من دعم لإعادة إطلاق المشروعات المتعثرة، ومبادرة ملتقى الإعلام المرئي الجديد (شوف) الذي يركز على مناقشة أهم القضايا المتعلقة بالإعلام المرئي الجديد ومدى إسهامه في رفع الوعي لدى الشباب وتسخير أدوات هذا الإعلام لخدمة وتنمية الوطن.
مبادرات الخير والعطاء
شهدت الفترة الماضية جملة من مبادرات صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله- في مجال الخير والعطاء والبذل بالمعروف لا سيما تجاه الجمعيات الخيرية بعشرات الملايين، وهنا نقتطف كلمات من ثناء المتحدث الرسمي بجمعية البر بالرياض نهيان السدر الذي أكَّد في تصريح سابق لـ(الجزيرة) أن مبادرة سمو الأمير محمد بن سلمان لدعم الجمعيات الخيرية في كافة أنحاء المملكة تأتي استكمالاً لمسيرة الخير والعطاء التي أسسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- في دعم ومؤازرة الجمعيات الخيرية في وطننا المعطاء حتى أصبحت المملكة نموذجًا يحتذى بها في التضامن والتكافل الاجتماعي ورائدة في العمل الخيري على مستوى العالم، مشيدًا في الوقت ذاته بالرعاية الكريمة والعناية الفائقة التي توليها قيادتنا الرشيدة للجمعيات الخيرية لإيمانها التام بأهمية هذه الجمعيات ودورها المهم في خدمة المجتمع. وأوضح أن هذا الدعم يساعد جمعية البر الخيرية بالرياض وكافة الجمعيات في تحقيق أهدافها المنشودة الرامية إلى ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتنفيذ برامجها المتميّزة في خدمة المجتمع التي تشمل رعاية الأسر الفقيرة، والسعي لتخفيف ما تعانيه بتوفير الغذاء واللباس والأثاث والأجهزة المنزلية وغيرها مع تقديم مساعدات مالية لهم، وإقامة المشروعات الخيرية الموسمية مثل الحقيبة المدرسية، وتفطير صائم، وزكاة الفطر، وكسوة العيد وكسوة الشتاء، والاستفادة من لحوم الأضاحي والصدقات الجارية وتوجيهها إلى الوجهة التي يرغبها المتصدق، إضافة إلى عديد من الخدمات والبرامج الخيرية لخدمة المجتمع ومساعدة المحتاجين.
رعاية الحج والحجيج في صلب اهتمامه
كما جرت العادة السنوية لحكام المملكة ايدهم الله برعاية الحجيج والاهتمام بشؤون الحجاج والمعتمرين والزوار، وكما هي العادة منذ عهد الملك المؤسس جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- برعاية وفود الحجاج والوقوف على احتياجاتهم وخدمتهم، وكما هو ديدن أبناء المؤسس في كل عام برعاية واستعراض قوات الأمن المشاركة بمواسم الحج، رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الحفل السنوي لاستعراض قوات أمن الحج والأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج عام 1438هـ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وعدد من كبار المسؤولين من المدنيين والعسكريين، وقد عبر سمو وزير الداخلية بكلمة لسموه بهذه المناسبة باسمه واسم المشاركين في تنفيذ خطة أعمال الحج لموسم عام 1438هـ عن شكره وتقديره لرعاية سمو ولي العهد لهذه المناسبة التي تؤكد جاهزية المملكة لخدمة ضيوف الرحمن وقدرتها في المحافظة على أمنهم وسلامتهم، وقال سموه: لقد شرّف الله المملكة العربية السعودية بخدمة ضيوف الرحمن والعمل على راحتهم وأمنهم، وسخرت هذه الدولة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه البررة ورجاله المخلصون كافة الإمكانات لخدمة الحج والحجيج، وإقامة المشروعات الضخمة بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وتضاعفت الجهود في عهد العطاء والنماء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله-.
مناصب رسمية وأنشطة اجتماعية
- صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرًا للدولة عضوًا بمجلس الوزراء بتاريخ 25-6-1435 هـ.
- صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسًا لديوان سمو ولي العهد (آنذاك) خادم الحرمين الشريفين، ومستشارًا خاصًا له بمرتبة وزير بتاريخ 20-4-1434هـ.
- عين مستشارًا خاصًا ومشرفًا على المكتب والشؤون الخاصة لسمو ولي العهد (آنذاك)، خادم الحرمين الشريفين.
- عين مستشارًا خاصًا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
- عين مستشارًا خاصًا لسمو أمير منطقة الرياض بتاريخ 28-12-1430هـ.
- عين مستشارًا في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، بتاريخ 22-3-1428هـ، كمستشار غير متفرغ.
- شغل منصب أمين عام مركز الرياض للتنافسية.
- نائب الرئيس ورئيس اللجنة التنفيذية لجمعية الملك سلمان للإسكان الخيري.
- رئيس لجنة تنمية الموارد المالية في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض.
- شغل منصب عضو اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
- شغل منصب عضو المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية في منطقة الرياض.
- عين مستشارًا خاصًا لرئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز.
- رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان للشباب.
- نائب الرئيس لجمعية الملك سلمان للإسكان الخيري والمشرف على اللجنة التنفيذية للجمعية.
- عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض.
- عضو المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية في منطقة الرياض.
- رئيس مجلس إدارة مدارس الرياض.
- الرئيس الفخري للجمعية السعودية للإدارة.
- عضو فخري للجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات.
- رئيس مجلس الأعضاء الفخريين لجمعية الأيادي الحرفية.
- عضو مجلس أمناء مؤسسة ابن باز الخيرية.
- عضو مجلس إدارة جمعية البر بمنطقة الرياض.
- عضو مؤسس لجمعية ابن باز الخيرية لتيسير الزواج ورعاية الأسرة.