في كل عام يتجدد عمر هذا الوطن ويتعدد منجزه..
عام بعد عام نقف على جادة الطريق لنتغنى به وبمنجزاته ونرفع العقال لمن ساهم في تأسيسه وبنيانه.... نلتفت بزهو يميناً وشمالاً فيتبين لنا، أن هنالك أعمال ينتظر أن تنجز ومجدٍ يجب أن يُبنى وأهداف لابد أن تتحقق..
87 عاما لم تقف السفينة ولَم يمل أو يكِل ربّانها...
سألنا آباءنا عن الحال وكيف تبدّل من حال إلى حال فأجابوا الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن أطفأ فتيل الفتن والصراعات وأشعل بدلاً عنها فتيل التنمية وحقق الوحدة بين الكيانات المتباعدة فبنى في صحاري الجزيرة معالم ارتوت منها عقولنا بالتعليم وعم الأمن الأوطان.. وشمرنا عن سواعدنا فارتفع المبنى وطالت القامة وارتفع سقف الطموح.. تطورت المدن ونمت القرى وازدهرت الهجر.. أشرقت في سمائنا الجامعات والوزارات والهيئات ورأينا التلفاز وسمعنا المذياع.. ولأن التحوّل لم يدم سوى برهةً من الزمن، لذا تجدنا في سلوانا نبني من الطين بيوتنا وبيت السدو في متنزهاتنا.. حنيناً لخطواتنا الأولى لقيام دولتنا..
وعندما نسال أنفسنا أين كنّا وأين نحن ذاهبون.. حينها نقف لحظات طويلة نستجمع فيها الأفكار وعمل المقارنات بين تعليم يقوم عليه أخوة وافدين إلى جامعات يتنافس في معاملها ومراكز أبحاثها أبناء هذا الوطن، ومن مستشفيات أدناها إبرة البنسلين وأقصاها مراكز تخصصية تشابه مثيلاتها في أمريكا وأوربا، أما عندما نتحدث عن الطرق والمدن والقرى والهجر والأمن والصناعات والرياضة والعلوم فإن القلم لن يسعفه حبره في كتابة المنجزات، وكيف يسعف القلم صاحبه والأحرف يكاد يجف حبرها ونحن نهنئ أنفسنا بمنجز جديد في الرياضة ورؤية 2030 الطموحة والتي أفقها واسع وأهدافها كبرى من خلالها يجد الاقتصاد روافده والشباب يحقق طموحه مشاركة فعالة ومتكاملة بين قطاع خاص يشعر بالأمان وقطاع حكومي السخاء والعطاء والرشادة منهجه..
التاريخ الذي بدأ كتابته المؤسس الملك عبدالعزيز «رحمه الله وأسكنه منازل الأنبياء والصالحين» قد تناوب أبناؤه الملوك على خطاه من بعده في حفظ الأمانة وحفظ الرسالة باستمرار العطاء والتنمية، فما نملكه اليوم من إمكانيات هي استمرارا لما أنعم الله سبحانه وتعالى على هذا البلد من هذه القيادة المحبة للحياة وعمران الأرض.. للوصول إلى بلد متقدم وشعب متعلم تحرص عليه وتسهر لأجله..
وعندما نسأل الأبناء ماذا ترون في قادم الأيام تجد الإجابة استمرارا لثقافة الأجداد بالحفاظ على الوطن ووحدته والافتخار بموروثنا الثقافي، شاكرين الله أن شرفنا بالإسلام وأرض الحرمين الشريفين وسنعمل بلا كلل او ملل لاستمرار قوتنا وعزتنا بأنفسنا وبقيادتنا الرشيدة بقيادة الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وعضيده ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان..
فالعلم لنا وسيلة والعمل غاية والاستفادة من كل العلوم مطلب والتعامل مع كل الشعوب بأخلاقيات الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بحسن الخلق وحسن المعاملة واحترام الآخرين والعطاء من أجل البناء والحفاظ على أواصر الود مع القريب والبعيد واحترام الكبير وتشجيع الصغير..
فالوطن للجميع ونحن فيه أسرة واحدة وعلينا واجبات أهمها الحفاظ على أمنه واستقراره والوقوف مع قياداتنا نبادلهم الود وصدق المشاعر ونحافظ على شباب الوطن وحيويته في البناء ونحافظ على منجزاته وممتلكاته..
حفظ الله بلدنا ووطننا المملكة العربية السعودية من مكروه وسوء وكل عام والوطن وأهله في عز ورخاء.
... ... ...
د. عبدالله راجح البقمي - رئيس الاتحاد الرياضي للجامعات