في بداية مقالي أود من الجميع قارئاً كان أو مستمعاً أن يدعو بالرحمة لشهداء الوطن الطاهر الذين ضحوا بأرواحهم فداء تلك الأرض الشريفة وواجهوا كل من سولت نفسه للمساس بوطننا العزيز. إننا نقف اليوم أمام سطور التاريخ المشرف المليء بالعزة والفخر، حيث سطر حروفه المؤسس الأول والقائد الفذ المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود. إن ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية تجعلنا أمام يوم غير عادي في تاريخ المملكة يوم تاريخي يفتخر به كل مواطن سعودي حيث يعيد لنا ذكرى توحيد المملكة تحت راية التوحيد.
لقد أصبح اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الذي نعيش أجواءه وذكراه اليوم في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين كياناً شامخ البنيان قوي الأساس بفضل ما يوليه ولاة الأمر من اهتمام ورعاية للوطن والمواطنين حيث نشهد اليوم الإنجازات الحضارية لهذه البلاد في جميع المجالات التعليمية والصناعية والصحية والزراعية والعسكرية وغيرها من المجالات، وما زلنا ننتقل من مجد إلى مجد ومن إنجاز إلى إنجاز في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الذين لا يشغلهم غير المواطن السعودي وكيفيه تهيئة وتذليل الصعوبات منذ أن ألقيت على كاهلهم أمانة حمل قيادة الأمة كي يهنأ المواطن بالعيش الكريم، حتى أصبح الوطن ذا مكانة عالية بفضل الله، وبتطبيقهم لكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، والسير على نهج مؤسس المملكة طيب الله ثراه. علينا أن نفخر بكل ثقة واقعية بوطننا، وعلينا أن نفخر أيضاً بشبابنا فلقد سطروا بجهادهم ضد الحوثي وأعوانه بالحد الجنوبي أجمل وأروع فنون التضحية من أجل صد المعتدي ورفع الظلم عن المظلومين، حتى أن العالم انبهر بتضحياتهم وبطولاتهم، وهذا ليس بمستغرب منهم لأنهم ينطلقون من عقيدة صافية ومنهج سليم لا يشوبه تكفير أو غلو أو تطرف.
من الملاحظ إن هناك تلاحماً مجتمعياً متين البنيان بين أبناء الوطن في المملكة ذلك هو نتاج موروث طويل من الحياة والترابط الرحيم بين الشعب السعودي، بعاداته وتقاليده الواحدة المتوارثة، الجميع في تلاحم مجتمعي جميل، حيث تقوم الوحدة الوطنية بالمملكة على ثوابت مترسخة في مقومات الشخصية السعودية نفسها فأبناء المملكة يمتلكون بناءً ثقافياً وتراثياً واحداً، لم يستطع أحد أن يغير فيه مما يجعلنا نخرج بالنتيجة المنطقية وهي أن الوحدة الوطنية السعودية تقوم على ثوابت قوية لا يمكن أن تهتز أو تقتلع مهما كانت العواصف التي تهب عليها، كما أن شعور أبناء المملكة العربية السعودية بأنهم ينتمون إلى شعب واحد، له كيانه وكرامته وسيادته على أرضه، كان من أهم عوامل الوحدة بين أبناء الشعب في المملكة مما جعل نفوسهم تلهب الحماس ضد أي عدوان خارجي.
... ... ...
- عبدالله العطيش