مهدي العبار العنزي
الأمم تعتز بماضيها وتعتز برموزها وتعتز بسلفها وتعتز وتفخر بكل من قدم جهداً نال حصاده الأجيال التي عاشت معه أو التي عاشت من بعد، ونحن في المملكة العربية السعودية عندما نعود إلى المفاخر والرفعة والعز فإننا نعتز قبل كل شيء بإسلامنا وعقيدتنا وقيمنا وأهدافها النبيلة التي أوجدها لنا العظماء منذ فجر الإسلام على يد سيد البشرية - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ثم جاء من بعده أولئك الرجال الذين كان هدفهم رفع راية الإسلام في كل أصقاع الدنيا مقتدين بنبي الرحمة ومطبقين تعليماته محققين أهدافه التي استمدها من الباري - عز وجل - واستمر العطاء واستمر الوفاء في أنقى صوره حتى وصل الأمر في هذه البلاد إلى صاحب الأيادي البيضاء صاحب القلب الكبير صاحب المبادئ التي ارتفعت بها أعناق الرجال، إنه جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - الذي جاء منطلقا نحو الأهداف السامية التي توحد الصفوف وتجمع القلوب، إنها أعمال تصنف من فئة المعجزات التي لا يتقنها إلا القليل من الرجال، عبد العزيز بن عبد الرحمن الذي دخل الرياض عام 1319 للهجرة استمر في كفاحه من أجل التوحيد ومن أجل تأمين الخائفين، ومن أجل رفعة وعلو المواطن وحفظ حقوقه وكرامته 32 عاما كان فيها النصر حليفه. وكان يحمل في يده مصحفه وسيفه. وكان يساعده ويسانده ويشد من أزره رجال نذروا أنفسهم لخدمة القيم والتوحيد.
وبعد أن وصل قطار الوحدة إلى العام 1351 للهجرة وقتها أعلن عبد العزيز بن عبد الرحمن بصوت كله أمل وكله ثقة بأن ما تحقق هو إنجاز يسجل في سجلات التاريخ المشرف، وجاء اسم المملكة العربية السعودية مدويا في كافة أصقاع الدنيا نعم
بألف وثلاثمائة وواحد وخمسين
وحد جزيرتنا بتوحيد وكيان
انه الملك عبد العزيز الذي سجل له التاريخ مفاخر لا تحصى. ومواقف لا تنسى، من سيرته نستلهم العبر. ومن حكمته نتعلم الصبر. وجاء دورنا ودور مناهج التعليم والجامعات والمجالس والمنابر والمساجد لنقول سويا كلمة حق عن ذلك الرمز الكبير . لا يكفي أن نتذكره بيوم الأول من الميزان فقط، صحيح انه من الأيام الخالدة التي يفتخر بها الجميع ولكن من الواجب الذي يحتمه علينا واقعنا أن تتذكره ونذكره في كل أحاديثنا ومحاضراتنا وخطب مساجدنا وأمام طلابنا وطالباتنا، ونبين كيف كانت هذه البلاد قبل التوحيد وكيف أصبحت الآن، ما المانع أن يخصص خطباء المساجد خطبة عن ذلك المؤسس والدعاء له؟
وما المانع أن نكرس في عقول التلاميذ مكانة الملك عبد العزيز وانجازاته، ومنها على سبيل المثال لا الحصر وحدة القلوب والأفكار ولم الشمل والأمن والاستقرار والقضاء على الفقر والعوز والفتن.
وما المانع أن يتم اختيار رجال منصفين لإلقاء محاضرات على طلبة الجامعات والمعاهد لتوضيح مواقفه ومناقبه وأهدافه طيب الله ثراه. إنها دعوة من القلب لنكون منصفين لمن منحنا الخير والأمن والرخاء والاستقرار والعطاء.
خاتمة
من مثل عبد العزيز الياحكوبه رحمةٍ للناس رب الكون جابه يالله إنك تمنحه جزل المثوبة يا ولي العرش دعوة مستجابة
وفي الختام أسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل أهل الغدر والشرور وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والإيمان بقيادة مليكنا المفدى سلمان وولي عهده وعضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولا ننسى الدعاء لأسرة الخير والوفاء آل سعود ولكافة الشعب السعودي الأبي.