نيويورك - واس:
أكدت المملكة العربية السعودية أنها تقف بكل حزم في مواجهة التطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره وأياً كان مصدره وتحاربه دون تردد من كافة جوانبه المالية والفكرية والأمنية، إضافةً إلى انخراطها في كافة الجهود الدولية الرامية لمكافحة التطرف والإرهاب على كافة المستويات. وشددت المملكة في كلمتها أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في افتتاح دورتها الثانية والسبعين في مدينة نيويورك أمس والتي ألقاها معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير (شددت) على أن أزمة قطر تدخل وبشكل رئيسي في إطار سياستها الحازمة في مكافحة التطرف والإرهاب وتجفيف منابع تمويله، في ظل ما تمارسه الدوحة من سياسات داعمة له مالياً، ونشر خطاب العنف والكراهية وإيوائها المطلوبين أسهمت في نشر الفوضى وإثارة الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضحت أنه من هذا المنطلق جاء موقفها حازماً إلى جانب أشقائها في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية ضد السياسات القطرية، وذلك بعد أن استفحل الأمر، وأصبح يهدد أمن دولنا. وأكدت المملكة أن الموقف الذي اتخذته الدول الأربع يطالب قطر بكل وضوح بالالتزام بالمبادئ والقوانين الدولية في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الالتزام بتعهداتها في اتفاق الرياض لعام 2013م والاتفاق التكميلي عام 2014م وهي مطالب مشروعة.
وقال الجبير في كلمة المملكة أمام الجمعية العامة : إن بلادي المملكة التي شرفها الله - عز وجل - بخدمة الحرمين الشريفين تحتفل بيومها الوطني وهي تنظر إلى ماضيها باعتزاز وتعمل لمستقبلها بطموح.
وأشار الجبير إلى أن المملكة دولة جعلت الإنسان أولاً واتخذت التنمية أسلوباً وخلقت الفرص بشراكاتها المثمرة مع أصدقائها حول العالم، وبقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تسهم بلادي اليوم في إحلال السلام وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وقال وزير الخارجية إننا لا نرى مبرراً لاستمرار النزاع العربي - الإسرائيلي الذي تشهده المنطقة بكل ما يحمله من مآسٍ وآلامٍ ومعاناةٍ إنسانية, خصوصاً في ظل التوافق الدولي حول الحل القائم على دولتين والمستند الى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية, مؤكداً : وفي ظل هذه الحقائق فإننا نرى أن توفر الإرادة الدولية الجادة ما شأنه ترجمة مبادئ الحل إلى واقع ملموس.
وندد الجبير بانقلاب ميليشيا الحوثي - صالح على الشرعية في اليمن وبدعم من إيران، مؤكداً ان ذلك شكل تهديداً لأمن واستقرار هذا البلد المجاور الشقيق. مشيراً إلى أنه ومن هذا المنطلق استجابت دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن لدعوة حكومة اليمن الشرعية لإنقاذ الشعب اليمني واستعادة دولته وفق ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة. ونقل الجبير أمام الجمعية العامة قلق المملكة البالغ وإدانتها الشديدة لسياسة القمع والتهجير القسري الذي تمارسه حكومة ماينمار ضد طائفة الروهينجا المسلمة، بما يتنافى مع كل القيم الإنسانية، والقوانين الدولية. وأكد الجبير ان هذه المأساة الإنسانية باتت تستلزم منا التحرك العاجل لإيقافها وفي إطار المبادئ التي قامت عليها منظمتنا الدولية.
كما أكد معاليه ان المملكة وفي الوقت الذي تطالب به حكومة ماينمار باحترام التزاماتها، وحماية حقوق الإنسان دون تمييز، فإنها سوف تستمر في تقديم الدعم الإنساني للمتضررين من الروهينجا.
وأشار معاليه إلى أن أزمة قطر تدخل وبشكل رئيسي في إطار سياستنا الحازمة في مكافحة التطرف والإرهاب وتجفيف منابع تمويله، في ظل ما تمارسه الدوحة من سياسات داعمة له مالياً ونشر خطاب العنف والكراهية وإيوائها المطلوبين ساهمت في نشر الفوضى وإثارة الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف الجبير أنه ومن هذا المنطلق جاء موقفنا حازماً إلى جانب أشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية، ضد السياسات القطرية، وذلك بعد أن استفحل الأمر، وأصبح يهدد أمن دولنا مؤكداً أن الموقف الذي اتخذته الدول الأربع يطالب قطر بكل وضوح بالالتزام بالمبادئ والقوانين الدولية في مكافحة الإرهاب بما في ذلك الالتزام بتعهداتها في اتفاق الرياض لعام 2013م والاتفاق التكميلي عام 2014م وهي مطالب مشروعة. وجدد الجبير التأكيد على أن لا سبيل لإنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ سبعة أعوام إلا من خلال حل سياسي يقوم على إعلان (جنيف 1) وقرار مجلس الأمن 2254.
وندد معالي وزير الخارجية بالسياسات العدوانية التي التي تنتهجها إيران في منطقة الشرق الأوسط والتي ولدت حالة غير مسبوقة من التوتر والأزمات المتواصلة. وقال : إن إيران دولة راعية للإرهاب قامت بتشكيل المليشيات الإرهابية المسلحة واغتيال الدبلوماسيين والاعتداء على البعثات الدبلوماسية، فضلاً عن إثارة الفتن الطائفية وتدخلها في شؤون دول المنطقة واحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث.
وأكد معاليه بالقول :إن هذا السلوك العدواني يشكل انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية وقرارات مجلس الأمن الأمر الذي جعل إيران تحت طائلة العقوبات الدولية. وطالب الجبير في معرض كلمة المملكة إيران بالالتزام بالقوانين الدولية وبمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول إذا ما أرادت أن تكون عضواً بناءً في المجتمع الدولي.
كما أكد معاليه ان المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً خاصاً بأهداف التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وذلك من خلال رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تحقيق تنمية شاملة للإنسان والمكان، ومن أجل اقتصاد أكثر متانة يوفر للمواطن السعودي المزيد من الفرص وينوع مصادر الدخل. وبين الجبير أن المملكة حريصة على دعم الدول النامية وتجاوز الدعم المقدم النسبة المقترحة من الأمم المتحدة البالغة (0.7%) من الناتج المحلي واستفادت من هذا الدعم نحو (100) دولة، مما يجعل المملكة من أكبر الدول المانحة. واختتم الجبير كلمة المملكة بتوجيه الشكر لمن يعمل من أجل الإنسان في كل مكان ومن يعمل من أجل السلام.