حميد بن عوض العنزي
** الأوطان عبارة عن تاريخ وحاضر ومستقبل، وتبني أمجادها بحب وإخلاص شعوبها وسواعد ابنائها، وبلادنا ولله الحمد تمتلك إرثاً عظيماً تنطلق منه الى المستقبل عبر محطات الحاضر، وكل من قرأ تاريخ بلادنا تعجب من حاضرها، واستوعب عظيم الجهد والعمل الذي سقى به المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله ذاك الزرع لنحصد اليوم.
** تعيش بلادنا اليوم ذكرى اليوم الوطني وقد اكتست ألوانا من فنون التطور والازدهار تجاوزت به عشرات السنين من اعمار الامم، والتحول الذي عاشته بلادنا عبر قرن من الزمان اذهل المؤرخين في سرعة استيعاب هذه البلاد الصحراوية وسكانها الرحل كل هذه التحولات الحضارية والتقنية والتعليمية وترجمة كل تلك المعطيات كنتائج أثرت الوطن علماً وحضارة وتطوراً، ولم يكن ذلك محض صدفة أو نتيجة لاكتشاف النفط فقط، إنما بالتخطيط وبالقيادة الحكيمة التي تعاقبت على خدمة هذا الوطن إنساناً وأرضاً.
** إلى عهد قريب كان ينعتنا بعض العرب، ببلاد الصحراء والبعير وبقوا مشغولين بالتسميات حتى افاقوا على ان رجل الصحراء تجاوزهم في كثير من المجالات وحققت بلادنا سبقا واسعا في شتى مناحي الحياة وحققت لشعبها اعلى درجات الرفاهية والعيش الكريم، وبات الحب والاخلاص المتبادل بين الشعب والقيادة نهجا مباركا فيه خير العباد والبلاد.
** ولان تاريخ بلادنا غني بكل صور التلاحم والولاء بقيت جبهتنا الداخلية قوية متماسكة عصية على كل الاعداء، وهذا التلاحم وحب الوطن تتوارثه اجيالنا جيلا بعد جيل، وبه تنعم بلادنا بالأمن والامان ومنه نستمد سواعد بناء المستقبل بعد توفيق الله، وسنبقى نذكر الملك عبدالعزيز بصالح الدعاء وان يجزيه الله خير الجزاء على ما قدم لهذه الأرض ولأبنائه من بعده الذين صانوا العهد وأخلصوا العمل وتفانوا في خدمة الوطن وتحقيق رفعته بين الامم، فنحن خلفهم في السراء والضراء، وكل ما نملك من النفس والمال فداء لتراب هذا الوطن العزيز.