إبراهيم عبدالله العمار
هناك مقولة إنجليزية: use it or lose it. هذه تنطبق على جسمك، أي استخدم العضو أو أخسره. إذا لم تقوّ عضلاتك وعظامك بالرياضة مثلاً فستضمر وتضعف. لكن هذا ينطبق أيضاً على أهم أجزائك: المخ.
هل التقيت بأحد كبار السن واندهشتَ من حدة ذهنه وذاكرته؟ بعضهم هكذا بارك الله لهم، وأضمن لك أن هؤلاء لم يصلوا لهذه الدرجة لأنهم جلسوا الساعات الطوال على الجوال أو يشاهدون المسلسلات! الجلوس الطويل ومشاهدة الأعمال الترفيهية عملية جامدة تزيد تعطيلك لدماغك الذي لا يكاد يوجد لقدراته حد، والمسألة ليست مقتصرة فقط على خلو التلفاز من المنافع الغالب بل إن التلفاز نفسه يضرك في حد ذاته، وأظهرت الدراسات العلمية ذلك، منها اكتشافات وجدتها مجلة Genetics اكتشفت أن هذا الجهاز يُضعف قدراتك الدراسية، ويجعل القدرة على القراءة والفهم والرياضيات تذبل، ويقلل حاصل ذكائك. تجربة ظريفة في ذلك لما ذهب علماء كنديون إلى قرية ضئيلة لا يوجد فيها تلفاز واحد، وأعطوا بعض العائلات أجهزة تلفاز ثم راقبوا ما يحصل لهم، وفي وقتٍ سريع صار الناس أقل قدرة على الإبداع وحل المشاكل وأقل قدرة على إنجاز المهام! يقول علماء إن التلفاز فعلياً يشل عقلك ويحوله إلى جهاز استقبال يقبل كل ما يُبث إليه، بلا قدرة قوية على المقاومة.
نشِّط مخك! قَوِّه! كيف تفعل ذلك؟ طرق كثيرة، منها القراءة المستمرة للأشياء النافعة (مهارات، معلومات، إلخ)، ومنها أن تتعلم لغة جديدة مثلاً، فقد أظهر العلم أن المخ الذي يتقن لغتين أنْبَه وأسرع من المخ الذي يعرف لغة واحدة، وهو أيضاً أقدر على التعامل مع الغوامض، وحل المشاكل، بل الأحسن أنه يقاوم المرض الذهني، فتعلُّمُ لغة ثانية يجعل المخ يقاوم مرض الزهايمر وأنواعاً أخرى من الخرف.
لا تُضعف مخك المعجزة بساعات من التلفاز والحاسب والجوال، وابدأ في تمرينه بالقراءة والتعلُّم.