تحتفل المملكة العربية السعودية بالذكرى السابعة والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ فهو يوم أمة تجسدت فيه وحدة هذا الشعب وألفتهم.
وفي ذكرى هذا اليوم يفتخر ويعتز شعب المملكة بنقل صورة حقيقية للعالم عما تشهده المملكة من نهضة تنموية شاملة في كافة المجالات من خلال البرامج والمشاريع الطموحة التي ترجمت الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله، كل ذلك على الرغم من كل التطورات والأحداث والظروف الإقليمية التي تحيط بمنطقتنا، مما مكن المملكة من المحافظة على مكانتها العربية والإسلامية والدولية وجعلها إحدى الدول العشرين الأكثر تأثيراً على مستوى العالم.
فالمملكة إلى جانب كونها دولة تسعى إلى المحافظة على أمنها الوطني وتقديم الرفاه لمواطنيها فإنها تواصل القيام بدورها المحوري في المجالات الإقليمية والدولية عبر دبلوماسيتها الفاعلة وجهودها التي لا تتوقف في خدمة القضايا العادلة وتحقيق الأمن والسلم الدوليين.
إضافة إلى جهودها في مجال محاربة الفكر المتطرف ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وتجفيف منابعه، فالمملكة لم تكتف بحماية نفسها ومواطنيها من شرور الإرهاب داخل المملكة فحسب، بل ذهبت إلى المساهمة وبكل فاعلية مع الجهود الدولية للتعامل مع آفة الإرهاب وتبادل المعلومات مع أطراف المجتمع الدولي مما ساهم في إحباط عمليات إرهابية كبيرة في أنحاء متعددة من العالم.
وقد توجت المملكة جهودها الدائمة في هذا المجال بافتتاح مركز (اعتدال) الذي تم مؤخراً في العاصمة الرياض بحضور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأكثر من 50 من قادة وممثلي الدول العربية والإسلامية الذي يهدف لمحاربة الفكر المتطرف ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وتجفيف منابعه.
كما أنشأت المملكة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات للحد من الصراعات وتعزيز المصالحة والسلام ومكافحة سوء استخدام الدين لتبرير العنف والتحريض على الكراهية بين المجتمعات.
كما تم إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لإدارة العمل الإغاثي وتنسيقه والمساهمة على المستوى الدولي حيث شملت المساعدات أكثر من 37 دولة كان للشعب اليمني ما نسبته 70% من المساعدات الدولية المقدمة لهم بحسب إحصائيات الحكومة اليمنية.
كما استمر المركز في تقديم المساعدات للشعب السوري والفلسطيني وكذلك للنازحين واللاجئين في العراق.
كل ذلك لتخفيف معاناة المتضررين من الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية.
كما سيتم قريباً في مملكة اتحاد ماليزيا افتتاح (مركز الملك سلمان للسلام العالمي) الذي سيختص بإرساء قيم السلام والتسامح وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال وتعزيز الصورة الذهنية الايجابية عن الإسلام.
كما تعد المملكة في مقدمة دول العالم التي أسهمت في تحقيق الشراكة العالمية في التنمية من خلال قيامها بتقديم المعونات والمساعدات الإنمائية لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية في جميع قارات العالم بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق، حيث تعتبر أكبر دولة تقدم مساعدات تنموية نسبة إلى إجمالي ناتجها القومي.
وأود بهذه المناسبة الغالية علينا جميعاً أن أتقدم بالتهنئة إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وإلى الشعب السعودي النبيل، داعياً الله عزَّ وجل أن يحفظ المملكة العربية السعودية من كل مكروه وأن يعيد هذه المناسبة عليها بكل خير وعزة وأمان.
** **
محمد بن عبدالله البريثن - القنصل العام في قوانجو - جمهورية الصين الشعبية