تحل من جديد ذكرانا الراسخة لليوم الوطني لبلادنا الغالية في عامها الـ87، لنحتفل جميعًا كمواطنين سعوديين فخورين بانتمائنا إلى هذه الأرض الطاهرة، ومفاخرين بالنمو والتطور والازدهار الذي تشهده مختلف مرافق الدولة -بفضل الله- ثم جهود ترسيخ وحدتنا على يد مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأبنائه البررة من بعده، وحتى هذا العهد الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله.
وفي ضوء ما نلمسه جميعاً من تطور ونماء شمل أهم القطاعات القادرة على النهوض بالمهمة الريادية المستقبلية، ومن بينها قطاع النقل العام، فإن هذا التطور يعبر بوضوح عن عظمة النهضة الحضارية التي تعيشها بلادنا الغالية في هذه الفترة المضيئة من تاريخها الحديث. كما ندرك جميعا أن (رؤية المملكة 2030) أضاءت نبراسا ومهدت طريقا لا مكان فيه سوى للعمل على تحسين الواقع وتحويلنا إلى مجتمع منتج وفق نهج إداري واقتصادي دقيق لبناء وطن يسوده الرخاء ويظله الأمان، وليستمر بناء الإنسان ورعايته والعناية به لكي يؤدي دوره الإنساني والحضاري المأمول وهو الذي امتلك الوسائل التي تساعده على المشاركة الفاعلة في إعمار هذا الكون.
من هذا المنطلق، يأتي دور هيئة النقل العام في تنظيم بيئة النقل البري والبحري والسككي، وتشريع أنشطتها والعمل والاستثمار فيها، بالرؤية التي تحقق أعلى معدلات التوطين وتتماشى مع أدق المعايير العالمية الكفيلة بتحويل النقل ومختلف قطاعاته إلى رافد اقتصادي وطني يعوّل عليه في قيادة المستقبل الزاهر.
إن ما نعيشه اليوم في عهد الحزم هو امتداد لحرص القيادة الرشيدة على ترسيخ مكانتنا كدولة ذات حضور مؤثر وفاعل في المشهد الدولي، وهو عهد العزم على تحقيق الآمال الكبيرة على مستوى الوطن، ويأتي كل هذا في ظل تمسكنا بالمنهج القويم لهذه البلاد في جميع أمورها، والسعي الراسخ إلى تحقيق الأمن والاستقرار للبلاد وساكنيها، ليعم بذلك الرخاء والرفاه في كافة أرجاء الوطن.
ولأبناء هذا الوطن المخلصين احتفال بالوطن في دواخلهم في كل يوم، ويأتي يومنا الوطني الـ87 احتفالا بالتوحيد المجيد، وشاحذًا للهمم الوطنية الشابة على مواصلة النماء والتجديد. إنه يومنا الخالد الذي نحتفل به مفاخرين وقاطعين وعدًا صادقًا نحو صناعة غد مختلف يليق بتطلعات أبناء هذه الأرض، ويكفل مواكبتنا وقدرتنا على تحقيق تنافسية فاعلة في مختلف المجالات، ومن بينها قطاع النقل العام بأوجهه الثلاث، النقل البري والنقل البحري والنقل السككي.
ختامًا، أتشرف بهذه المناسبة أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريك إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهما الله، وإلى الشعب السعودي الكريم، والذي تتجدد سمات ولائه بدءًا من كل مواطن مدني وتمتد لتتكامل مع جهود جنودنا البواسل، وما يقدمونه من تضحيات إعلاء لكلمة الله وحماية حدود الوطن، مؤكدين كل يوم أننا في وطن يستحق كل هذا الحب والولاء. ويأتي كل هذا كترجمة وطنية عملية من أبناء هذا الوطن المعطاء تجاه واجبات وطنية نبيلة، ولها آثار يلمسها الجميع ولا تتوقف عند حد، بل تصل إلى كل من ينعم بالحياة على ثرى وطننا الطاهر من مواطن ومقيم.
** **
د. رميح بن محمد الرميح - معالي رئيس هيئة النقل العام