تعد ذكرى اليوم الوطني السابع والثمانين بيعة متجددة للوحدة والتقدم والنهضة، بيعة للعلم والمعرفة في مواجهة الجهل والتخلف، بيعة للتمسك بثوابت الدين الإسلامي، وأسس العقيدة الغراء، في مواجهة التطرف والإرهاب.
إنّ هذه البيعة المتجددة أمانة في أعناقنا لولاة أمرنا من أبناء الملك عبد العزيز –طيب الله ثراه- وأحفاده ممن تولوا أمر هذه البلاد وسهروا على شؤونها، وتحملوا تبعة الأمانة من بعده سائرين على دربه في هذه المواجهة الشديدة بين النور والظلمة، وبين المعرفة والجهل.
لقد أدرك المواطن السعودي على مدار هذه الحقبة من الزمن حجم التحديات، والصعوبات في الوقت الذي يرى فيه خطًّا متوازيًّا من النهضة والتطور والتقدم الذي تشهده المملكة، وما آلت إليه من قيادة زمام الأمة، وريادة العالم الإسلامي، بحكمة قيادتها، وحلمهم، وحزمهم، وعزمهم، وقدسية مكانتها وموقعها، وما حباها الله من احتواء للبقاع الطاهرة.
لقد خاضت المملكة العربية السعودية –ومازالت- غمار المعارك على كل صعيد وفي كل ميدان، فحاربت المعتدين، وردت كيد الكائدين، فرابط أبناؤها على الثغور مستشعرين بإيمان وعقيدة فضل الرباط لحماية الوطن والذود عنه، كما حاربت المملكة –ولا زالت- خفافيش الجهل والتطرف في معركة قديمة جديدة هي معركة الوعي التي أشعل فتيلها الملك عبد العزيز -رحمه الله- وأوقد جذوتها الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ومعه ولي عهده الأمين سموّ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله-.
لقد كانت الأدوات والمعدات الدفاعية التي سلح بها الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- شعبه هي إنارة العقول، بزاد المعرفة والعلم، وإكساب المواطن السعودي المهارات والمعارف، والتشجيع على خوض غمار العمل والإنتاج وصناعة الذات ورسم ملامح الهوية فأشرقت الجامعات السعودية منارات مضيئة على رقعة صحراء المملكة المترامية، دعمها الملك المفدى وولي عهده الأمين –حفظهما الله- بكل الإمكانات، وبدعم سخي يؤكد وعيهما وإدراكهما لأهمية هذا الجانب، فأصبحت كل السبل معبدة وممهدة لطالبي العلم والمعرفة.
إننا إذ نستلهم ذكرى اليوم الوطني السابع والثمانين، نتحمل أمانة التبعة، وكيف جاد الأجداد بدمائهم وأرواحهم من أجل وحدة الأرض، فسادوا.
كما نستلهم من ذكراه المجيدة واجبنا في الحفاظ على الصفّ والالتفاف حول هذه القيادة التي هي امتداد لهذا التاريخ المجيد، وعبق من أمجاده وانتصاراته.
ولا يسعنا –في هذا المقام- إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين سموّ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لرعايتهم وعنايتهم واهتمامهم بهذا الوطن وأبنائه.
وندعو الله لهم بالتوفيق والسداد، ونحن خلفهم في معركة الوعي التي يخوضونها متسلحين بتقوى الله وثوابت عقيدتنا وديننا وقوة وصلابة ووحدة شعبنا.
** **
- د. عيسى بن خلف الدوسري