«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
الخيرية رؤية استهدفت أبعاداً غير مسبوقة على صعيد العمل الخيري المؤسسي في العالمين العربي والإسلامي. وإلى جانب إسهاماتها المميزة في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية داخل المملكة العربية السعودية، قادت المؤسسة جهداً متفرداً على صعيد خدمة القرآن الكريم وتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين من خلال عدة برامج منها، مسابقة حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول آسيان والباسيفيك ودول آسيا الوسطي والشرقية، والتي تقام سنوياً في العاصمة الإندونيسية جاكرتا.
وتُعد المسابقة إحدى صور مبادرات الخير التي تبناها الفقيد الغالي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله في إطار حرصه على خدمة كتاب الله الكريم، والعمل على تطبيق السنة النبوية الشريفة كمنهاج حياة، وتتبنى المؤسسة المسابقة، ووفرت لها كافة مقومات الاستمرار والنجاح باعتبارها جسر تواصل بين المسلمين في العديد من الدول في هذه المنطقة المهمة من العالم.
وتحظى المسابقة بتفاعل مميز من الدول الإسلامية، وتضم المسابقة خمسة فروع أربعة منها لحفظ القرآن الكريم كاملاً أو أجزاء منه، والخامس لحفظ السنة النبوية، وتم تخصيص جوائز قيمة للفائزين الثلاثة الأوائل في كل فرع من الفروع الخمسة، كما يمنح الفائزين فرصة لأداء مناسك الحج.
وعلى صعيد آخر تبنت المؤسسة برنامجاً لتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة وترسيخ التواصل الحضاري، حيث كان لها الريادة في إطلاق توجهاً لتجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة ومحاولة التواصل الحضاري وإقامة حوار مع الآخرين، وذلك في إطار شمولية برامجها واهتمامها الكبير بالجانب الثقافي من العملية التنموية، وفي هذا الإطار تم إبرام اتفاقيات تعاون مع جامعات أمريكية، وأوروبية، وآسيوية، ومنظمات ثقافية وإنسانية عالمية، ومنها:
برنامج سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات العربية والإسلامية بالتعاون مع جامعة (بيركلي - كاليفورنيا)، ومركز عبدالعزيز بن باز للدراسات الإسلامية بجامعة ابن تيمية بالهند، ومركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم العربية والإسلامية بجامعة بولونيا بإيطاليا، إلى جانب مركز تعليم اللغة العربية بجامعة موسكو للعلاقات الدولية، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، كما شمل التعاون مع جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والتعاون مع جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة وآخر مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيكو).
وحققت المؤسسة نجاحات متوالية خلال الأعوام الأخيرة، كانت بمثابة مواصلة عطاء وتحديث برامج بعد رحيل المؤسس الأمير سلطان بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن تلك النجاحات وضمن برامج التنمية المستدامة التي تبنتها المؤسسة يبرز برنامج الإسكان الخيري، حيث أكملت المؤسسة برنامجها للإسكان الخيري الذي انطلق في عام 1421هـ بهدف توفير مساكن للأسر ذات الظروف الخاصة في العديد من مناطق المملكة وفقاً لألية تعاون وتكامل مع إمارات المناطق المستهدفة، واستهدف هذا البرنامج إقامة مجمعات عمرانية تتوافر بها المرافق والخدمات مما يتيح للساكنين تطوير حياتهم وإحداث نقلة اجتماعية وصحية وتعليمية لهم لخدمة أنفسهم ومن ثم المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية.
وبرنامج الإسكان الخيري شمل سبع مناطق في المملكة، وبلغ عدد وحداته 1246 وحدة سكنية، في تسعة عشر موقعاً بتكلفة إجمالية تقارب 400 مليون ريال، وتحقق بأعلى قدر ممكن من الجدوى سواء على صعيد أهدافه الاجتماعية أو التنموية الحضارية، ونجح في استيعاب مئات الأسر في العديد من مناطق ومدن المملكة، وقد بات هذا البرنامج نموذجاً للتنمية المستدامة التي تعني بالإنسان والبيئة المعيشية والخدمات الحياتية الضرورية.
ونظراً لوجود وزارة متكاملة للإسكان وقطاعات أخرى ترتبط بالموضوع الإسكاني، وحيث حقق البرنامج أهدافه، فقد اتجهت المؤسسة لمجالات أخرى تخدم الإنسان في وطننا العزيز. وتفوقت المؤسسة في مجال الرعاية الصحية، حيث برز دور مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية على مدى السنوات الماضية وتواصل المدينة تقديم خدماتها للمرضي من ذوي الاحتياجات الخاصة في اقسامها ومراكزها المتعددة.
وقد دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية مؤخراً التوسعة الجديدة بمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية حيث قام سموه بافتتاح توسعة المباني 7.6 والتي تعد إضافة متميزة للخدمات التي تقدمها المدينة على صعيد الرعاية العلاجية للمرضى لتصل الطاقة الاستيعابية للمدينة إلى 511 سريراً.
ويعد مركز سلطان بن عبدالعزيز التخصصي للأطراف الصناعية الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط وهو تتويجاً لنجاحات المدينة ولدورها في تطوير الرعاية العلاجية في المملكة. فمن خلال تلمس احتياجات المرضى ووفقاً للخطة الإستراتيجية للمدينة حرصت المؤسسة على توطين التقنيات الحديثة التي يحتاجها المرضى ومن ذلك إقرار مشروع إنشاء مركز نموذجي للأطراف الصناعية روعي من خلاله التركيز على الاستفادة من مستجدات التقنية وأن يتم توفير الأجهزة المتقدمة في هذا القطاع، حيث تم تجهيز وتصميم المركز وفق أفضل المعايير والمتطلبات الهندسية وبحسب توصيات الشركات الألمانية الرائدة في هذا المجال كما تم تزويده بأحدث التقنيات المتقدمة في القياسات والتصنيع والتركيب للأطراف المتقدمة ومنها الأطراف الإلكترونية فائقة الدقة.
حرصت المؤسسة أن تشمل خدماتها الجانب العلمي والتقني بمفهومه المتطور، وهو التعليم بالترفيه والتعلّم بالتجربة والمشاهدة، وتم إنشاء مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) في مدينة الخبر عام 2006م، ليكون نافذة علمية وتقنية على الساحل الشرقي للمملكة ويقع المشروع على مساحة 21.700 متر مربع، وتم تصميم وتنفيذ المعروضات العلمية للمركز مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في مجال الملتيميديا والمعروضات العلمية، وقد تم إهداؤه لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن لتشغيله.
أهداف المركز:
- طرح منهجية أسلوب التعليم بالترفيه والتعليم بالتجربة والمشاهدة من خلال مرافق وتجهيزات المراكز الحديثة.
- تبسيط الأفكار والمواضيع العلمية وتطبيقاتها المعقدة التي نشاهدها يومياً، وجعلها ممتعة ومشوِّقة للجميع.
- تنمية حب الاستطلاع والاستكشاف للزوار بمختلف الأعمار خصوصاً في المجالات العلمية.