صيغة الشمري
بلادنا تتصف بالحكمة دائما والتأني في جميع أمورها وقراراتها، كانت ولا تزال تلك الدولة المتزنة غير المتسرعة التي تمثل اكثر دول العرب عمقا ورصانة، ومنذ عشرات السنين وهي تتعامل بحكمة وحلم مع فكر متطرف ينهب العقول الضعيفة كما ينهب الذئب القاصية من الغنم، يختطف فكر بعض الشباب المتحمس كما يخطف سنارة صيد سمكة صغيرة هزيلة تذهب بقدرها لما تجهل ولا تدرك بأن حتفها بما تعتقد أنها به تحسن صنعا، كنّا مجتمعا وسطيا متسامحا ومتحضرا، لم نكن ننظر للمرأة على انها عش دبابير أو عار محتمل الحدوث أو ضحية أو جالبة للعار، كانت المرأة أخت رجال تقوم مقامه في غيابه، كان تلفزيوننا المحلي لا يجد غضاضة في بث أغنية راقية سواء لرجل أو امرأة، كنا كأي مجتمع دولة أخرى، وفجأة غزانا فكر متطرف، متوحش، يريد أن يحتل حرمنا ومحارمنا، اذله الله ونصرنا عليه، لكن الفكر المتطرف مهما قضيت على اتباعه ولم تقض عليه سيظل ولادا كما بيض الأفعى، العمل على اتباع الفكر وترك الفكر نفسه مثل الذي يقطع ذيل الأفعى ويترك سمها في رأسها لتنمو من جديد أشد سمية وأكثر فتكا، ذهبنا في طريق مناصحة الإرهابيين واضعنا وقتا طويلا ومالا كثيرا كان يمكن الاستفادة منه في تجفيف منابع التطرف وملاحقة تلك الآبار الآسنة التي يجد بها المتطرفون الإرهابيون ما يغذي عطشهم للدم والتوحش، كانت المناصحة حلا من الحلول الإنسانية والراقية لكنها كانت العلاج الذي لن ينجح قبل أن تصحبه حملة وقاية لفكر النشء ويسبقه حزم لا تهاون فيه مع من يعبث بأمن الوطن مهما كانت دوافعه وأهدافه، لم يكن الحل الأمثل مناصحة بعض الإرهابيين بالطرق التي لا تردع غيره من أن ترتعد فرائصه ويفكر الف مرة قبل ان يسلك طريق الإرهاب أو يأوي إرهابيا أو يتعاون معه، صاحب الفكر المتطرف في حالة إجرامية لا يرى أبعادا انسانية في المناصحة من الممكن أن تستميله وتجعله يصبح إنسانا سويا يؤمن جانبه، الا من رحم ربي، وهذا لا يعني إنكار جهد لجنة المناصحة ولكن عندما ينتقل اتباع الفكر المتطرف للأعمال الإرهابية وترويع المجتمع وضرب الاقتصاد الوطني وتوريطنا أمام المجتمع العالمي وتشويه سمعة الإسلام فلا بد من الحزم والضرب بيد من حديد، وهذا ما تحققه الآن قيادتنا حفظها الله وأيدها بنصره بعد أن استنفدت كل طرق الحلم والتسامح ليرى العالم كيف هي غضبة الحليم، وكيف هو زمن سلمان الحزم اذ لا مكان للخونة والمتطرفين بيننا.