عبد الله باخشوين
.. الإحساس بعدم القدرة على الاتزان والتوازن.. نتيجة استمرار اللعب على ((كل الحبال)).. والهذر بالكلمات التي لا تؤدي إلى المعنى الذي يفترض أن تحمله.. هذا الإحساس هو ((ترجمة فورية)) لعدم قدرة ((الوزان)) على ضبط مقاييس وحدات ((الوزن)) المطلوبة.
يعيدنا هذا لحكاية:
- حجا .. وزوجته .. والقط.
وهى حكاية ذات أبعاد عقلية وتأملية.. وليست ((نكتة)) كما يوحى معناها.. أو ردة الفعل الأولى لمتلقيها.
تقول الحكاية - وسبق لي أن رويتها من زمان ((بهجة المعرفة)).
- أحضر جحا لزوجته كيلو ((لحم)).. فطبخته.. وعندما تأخر عن موعد رجوعه.. أكلته.. عاد جائعاً وطلب الطعام.. وخوفاً من غضبه قالت:
- بعد أن طهوته.. شغلني عمل البيت فجاء القط وأكله.
ولأنّ جحا لم يصدق الحكاية.. جاء بالقط.. وجاء بالميزان.
بعد أن وزن القط.. قال بتعجُّب:
- كان وزن اللحم كيلو.. والآن وزن القط كيلو.. وإذا كان هذا هو القط.. فأين ذهب اللحم.. وإذا كان هذا هو اللحم فأين ذهب القط..؟!
طبعاً.. البحث عن المعنى ((الفلسفي)) يأتي وقت التفكير فيه.. لتفسير كثير من الأشياء التي تحمل غموضاً في دلالتها الأولية.
ذلك أنّ ((القط)) قام بعملية أولية طبيعية من خلال تركيبة الجسماني، وقامت ((معدته)) بهضم اللحم وأعادت توزيع خلاصته وإفرازاته عبر كل خلايا جسدة ودمه.. وإن كان التفسير العلمي الصحيح لمثل هذه العملية لا يستطيع أن يشرحة لنا إلا أمثال الدكتور جاسر الحربش أمدّه الله بطول العمر وتوّجه بالصحة والعافية.
والمعنى العقلي يتجه للقول بالفعل وردة الفعل.. والقدرة على امتصاص كثير من الصدمات وإعادة توجيه قوّتها بقوة توازيها أو تفوقها - حسب القدرة الذهنية - التي يتمتع بها متلقى الصدمة.
وهناك الكثير مما يمكن أن يقال للإجابة على سؤال حجا.. وإن كنت غير علمي وغير دقيق في فهمي وتفسيري.
لكن هذا المعنى منذ السطر الأول في هذه ((الهدرة))، خطر على بالي في اللحظة التي رأيت فيها تميم بن حمد على منبر الأمم المتحدة يلقي بالكلام المكتوب له.. بطريقة تؤكد أنه أعاد قراءته أكثر من مرة.. وتلقّى بعض الدروس في طرق إلقائة بطريقة تمثيلية.