د.عبدالعزيز الجار الله
اليوم الوطني ليس فقط هو اليوم الذي نتذكر به ماضي الأجداد: كفاحهم وجهدهم. وإن كان هذا من الأساسيات الأولية لمفهوم اليوم الوطني، لكن يساويه بالأهمية توعية الجيل على أهمية المحافظة على المكتسبات، فعندما تم تخصيص مقرر دراسي باسم التربية الوطنية احتارت إدارة المناهج في وزارة التعليم في كيفية كتابة المقرر الدراسي حتى قال البعض التربية الوطنية موجودة في جميع المقررات ولا يستدعي تخصيص مقرر واحد، أيضا في الجامعات تقرر تدريس مادة التاريخ السعودي أو التاريخ، فقد حدث نقاش طويل عن : ماهية المقرر ومن يدرس المادة والبعض يرى أنها زائدة، وبعض الجامعات لم يعتمد المقرر.
في الحقيقة تاريخ الدولة السعودية أو التاريخ الحديث والمعاصر لدولتنا يحتاج إلى تركيز وإضافة له موضوعات من الجغرافياالطبيعية والبشرية،والدراسات الاقتصادية، والدراسات البيئة، فهذا الجيل تنقصه معلومات كثيرة عن وطنه الواسع، وتنقصه المساحات والتكوينات الجيولوجية وثروات النفط والتعدين والبحار والأبعاد التي ركزت عليها الرؤية السعودية 2030 البعد: الديني والحضاري والاقتصادي والبيئي، بالإضافة إلى استثمار الموارد ومخزون الأرض وعامل المورد البشري.
كتابة التاريخ المجرد أو التاريخ السياسي في التربية الوطنية، ومادة التاريخ المقرر العام في الجامعات قد لا تحقق الهدف الذي نسعى إليه، إنما التاريخ الحضاري سيجذب الطالب إليه في كل المستويات مع ربطه بواقع اليوم من إنجازات وتطورت، أما التاريخ العام فإنه يبقى في مادة التاريخ في المدارس وتخصص وأقسام التاريخ الأكاديمي بالجامعات.
واليوم الوطني يربط ما بين تضحيات الأجداد لبناء الدولة وبين إنجازات جيل اليوم من أجل تعميق الانتماء وتعزيز الولاء أي ليس التغني فقط بالماضي إنما تعبير عن المرحلة الحالية وعن جيلها الحاضر، لعلنا نخرج من ظاهرة التعبير في الشوارع بالأهازيج والشيلات وإغلاق الطرق والرقص على الأرصفة، ولعلنا أيضا نخفف من النقد والمواقف المتشنجة التي لا تقبل الفرح والتعبير بالوطن وتذكر يوم توحيده وما تحقق من إنجازات.