سعد الدوسري
كل الأخطاء التي سبق وأن تم اكتشافها في مناهج التعليم، والتي عُدِلَ بعضها، ولم يُعدّل معظمها، تطرح تساؤلات سنظلُّ نكررها دوماً وأبداً:
-من هو الذي يدير «بالفعل» مناهج وزارة التعليم؟! وما سر قوته الطاغية؟! ولماذا يذهب الوزراء، وزيراً تلو وزير، ويبقى هو؟!
قضية الخطأ في نشر الصورة، والذي أعتبره مقصوداً، يؤكد مثل كل سنة، ألا أحد يتابع إعداد وطباعة مناهج التعليم، وأن هذا «الرجل الخفي»، يعمل مرتاحاً، دون أن ينغص عليه أحد، فهناك المئات، ممن هم خفيون مثله، يحرسون مكتبه، ويمنحونه كل الوقت، ليعبث بعقول أطفالنا وشبابنا بمحتوى عفا عليه الزمن، وتجاوزه الصغار قبل الكبار، في محاولة منه لحبس فكرهم داخل الماضي المتكلس الذي لا يمكن أن يحاور المستقبل. هو لا يناسبه المناهج المتطورة، إذ ستطرده هو وحراسه خارج الوجود.
إن تأكيدي على القصدية في نشر الصورة، ينطلق من معرفة مهنية بصناعة الكتاب. فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمر مثل هذه الصورة على المعد والمراجع، وإن مرت عليهما، فلا يمكن أن تمر على منفذ الصفحات وعلى المخرج وعلى المدير الفني. هل يعقل أن تمر الصورة على كل هؤلاء، دون أن ينتبهوا لها: مستحيل! هناك من انتبه، وهناك من قال له: ما لك شغل، اطبع وأنت ساكت! هذه هي ممارسة الرجل الخفي في مناهجنا، هو يعدها ويطبعها، والجميع ساكتون، وما أكثر الأخطاء.