ثامر بن فهد السعيد
تزيَّنت المملكة العربية السعودية خلال عطلة نهاية الأسبوع بأجمل حلة خضراء ابتهاجًا واحتفالاً باليوم الوطني الـ87. كل عام والوطن بخير، وفي تقدم ونمو وازدهار واستقرار. سبق الاحتفال باليوم الوطني المجيد دعوات هوجاء، تستهدف وقار وسكينة هذه الأرض العظيمة التي حباها الله رعاية الحرمين الشريفين وخدمتها. كل هذه الدعوات - كما سابقاتها - ارتطمت بجدار من اللحمة، بنته يدًا بيد الحكومة وأكتاف المواطنين؛ فلم يتخلخل، ولم يمِل بفضل من الله، ثم الالتفاف حول القيادة وعشق الأرض. من جديد كل عام وبلادنا علامة فارقة بين الدول، ورقم صعب على المعتدي والخائن.
صادف اليوم الوطني وصولي دولة الإمارات العربية المتحدة مع أول طائرة بدأت فيها الاحتفالات الإماراتية بالعيد الوطني، فكان استقبالاً مختلفًا مليئًا بالمفاجأة، امتد لكل معالم دبي ومناطقها.. وهذا ليس بمستغرب على «عيال زايد». وهذه فرصة أن يصل لهم شكرنا وتقديرنا، عائلتي وأنا وكل من التقيته هنا من أبناء المملكة، وهم يعلوهم البهجة والفخر؛ لما تمثله السعودية في الإمارات وقلوب أهلها. كذلك فإن الاحتفالات باليوم الوطني السعودي جابت دول الخليج المُحبة ومصر وبقية الدول العربية.. فشكرًا لكل من شارك وطننا الغالي عيده ويوم توحيده على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، ورحم الله من خلفوه من الملوك، واللهم احفظ الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وأعنهم على مسؤولياتهم، وأعنَّا يا ربنا على بناء وطننا الشامخ.
قبل مغادرتي المملكة شاهدتُ التجهيزات الكبيرة للاحتفال بيوم الوطن، وجعله بصمة تذكارية لا تنسى. ولعلها المرة الأولى التي لم أكن فيها في المملكة في مثل هذه المناسبة. وكوني في الإمارات اعتقدت أنه لن يفوتني شيء؛ لأن الإمارات احتفلت بشكل غير مسبوق بعيدنا، ولأني أيضًا في دبي حيث المدينة التي اعتادت الإبهار والكرنفالات. لكن الحقيقة - وأنا لا أخفي سرًّا - أنني انبهرت أكثر بما رأيت نقلاً أو على الإنترنت وعبر وسائل الإعلام الإلكتروني.. وحجم الإبهار بالتنظيم للاحتفالات، وكذلك الابتكار بمساهمة ورعاية من هيئة الترفيه؛ فكل مدن المملكة ومعالمها احتفلت وتوشحت بالأخضر، وأبدعت وابتكرت احتفالاً وتجهيزًا لعرس الوطن بأيدي ومؤسسات وطنية، امتهنت الإعلام، والتسويق، وإدارة المناسبات والترفيه..
أسعدني تغلغل الأيادي الوطنية داخل هذا القطاع الملياري الكبير، الذي يتيح فرصة تجارية كبيرة للمنظمين والمبتكرين داخل قالب كبير من أفراد المجتمع من محبي الفرح.. وما هذه الترتيبات والاحتفالات وما سبقها إلا بمنزلة انطلاقة البداية لهذا القطاع الذي ظل خاملاً لفترة طويلة من الزمن. الأسبوع الماضي أعلن صندوق الاستثمارات العامة تأسيس شركة تُعنى بالترفيه، برأس مال يبلغ 10 مليارات ريال؛ إذ يعتقد الصندوق أن الترفيه سيساهم بما قيمته 8 مليارات من الناتج المحلي الإجمالي. كل هذه إشارات تدعو المستثمرين للانتباه والتركيز بشكل أكبر على قطاع الترفيه والقطاعات المصاحبة له، سواء التسويق أو إدارة الفعاليات، سواء كان ذلك في الاستثمار المباشر أو غير المباشر من القطاعات المكملة له.
وسط هذه الاستعدادات والتحضيرات للترفيه بقطاعاته وأشكاله المختلفة نقول للجميع: استعدوا للمنافسة.. ها نحن قادمون لننافسكم بقطاعات الفرح.
أدام الله الأمن والنماء والفرح والسرور لبلادي المملكة العربية السعودية، وشكرًا للشقيقة والعزيزة الإمارات على هذا الاحتفاء.