الدوادمي - عبدالله العويس:
مع إشراقه شمس يوم السبت جالت (الجزيرة) في أرجاء الدوادمي فإذا بها متوشّحة باللون الأخضر, أعلام ترفرف في الشوارع والميادين العامة وفوق المباني والإدارات الحكومية, ولافتات تحمل صور القيادة وعبارات معبّرة عن الولاء والانتماء, ومظهر شعبيّ في غاية الجمال ابتهاجاً بذكرى يوم الوطن المجيد، حقاً إنه لمنظر مؤثر ومعبّر عن الفرحة والبهجة, فهذا مواطن يعبّر عن مشاعره شِعراً، وآخر نثراً، بينما آخرون كُثر يعبرون بدموع الفرح مع الدعاء الخالص للملك عبد العزيز وأبنائه البررة الكرام, حيث اعتبروا المؤسس نعمة من الله على هذا الوطن في جمع كلمته وتوحيد صفوفه ونبذ فرقته وإرساء قواعد كيان هذه الدولة على كتاب الله وسنة رسوله, إلى ذلك التقينا المسؤول الأول بالمحافظة مران بن قويد محافظة الدوادمي فقال: «قبل مائة عام ونيف كانت الجزيرة العربية تعيش أسوأ حالاتها، فوضى عارمة, شتات وفرقة جهل وتخلف, قتل ونهب وسلب, جوع وفقر وخوف وهلع فلما شاء الله تعالى ما فيه خير هذه البلاد والعباد قيّض لها القائد العبقري المقدام الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود ليُنقذها من تلك الغياهب المظلمة والمقومات المؤلمة, فدارت رحى المعارك سنوات طوال على أرض التضحية والفداء يصحبه ثُلة من رجاله المخلصين، وبعد مرحلة شاقة من الكفاح حقق الله له النصر والتمكين, فوضع قدم الوطن على مسار التأريخ، وتمكّن من جمع الكلمة وتوحيد الصف تحت راية التوحيد وأسّس كيان هذه الدولة الفتية على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم. وأكد بن قويد أن الملك عبد العزيز يعتبر من معجزات التأريخ في شجاعته وبسالته وذكائه ودهائه وعبقريته وصبره ومصابرته ليحقق إنجازاً تأريخياً لم يسبق له مثيل في وقت كان فيه العتاد الحربي بدائياً, لكنها عزيمة الرجال العظماء وصدق النية والطوية، وأضاف المحافظ لقد سار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه -رحمهم الله- وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ذلك القائد المحنك الذي يحمل صفات والده حيث تلقاها في مدرسته -طيب الله ثراه-، لافتاً أن سلمان الحزم والعزم تولّى دفة الحكم في وقت تتلاطم فيه أمواج الصراعات في أنحاء العالم إلاّ أنه استطاع قيادة البلاد بحكمة بالغة وحنكة فائقة لينأى بالوطن إلى بر الأمان يسانده في هذه المهام الجسام ساعده اليمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدلعزيز ذلك الشاب القيادي البارع.
وأشار ابن قويد أن اليوم الوطني محطة تأريخية نتوقف عندها لاستلهام العبر حيث وقف التأريخ ليسطرها لصانع التأريخ بمداد الذهب، مشيداً بما وصلت إليه المملكة حالياً من من تطور متسارع يسابق الزمن حتى أضحت في مصاف الدول المتقدمة وذات مكانة مرموقة وثقل سياسي مؤثر بالمحافل الدولية, وشدّد محاافظ الدوادمي على أهمية تأطير مفهوم اليوم الوطني في نفوس الأجيال لما له من معان سامية وأبعاد تأريخية تربط ماضينا العريق بحاضرنا المشرق ومستقبلنا الواعد.