في حياة الأمم والشعوب حوادث وذكريات لا يمكن أن يمحوها الزمن أو يطمسها تعاقب السنين وبالذات إذا كانت متعلقة بكيان الأمة ونهضتها وحضارتها وانطلاقتها، وهذا ما يمثله اليوم الوطني للملكة العربية السعودية الذي وحد فيه جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- هذا الكيان وجمع أشتاته بعد فرقة ووحد سكانه بعد تناحر وقضى على الجهل الذي ضرب أطنابه والجوع الذي فتح بابه والمرض بعلاج أسبابه ليتحول هذا الكيان إلى علم على رأسه نار بعد أن كان ناراً بلا علم ومصدراً للتخلف والألم ويصبح هذا البلد يشار إليه بالبنان وقوة إقليمية يحسب لها ألف حساب وثقلاً اقتصادياً مهماً يتحدث عنه الجميع.
إن مرحلة التأسيس لم تكن سهلة فقد ضحى المؤسس بجهده ووقته وصحته ليصبح هذا البلد عالياً خفاقاً يلامس عنان السماء بفضل الله ثم جهود رجاله المخلصين الذين استطاعوا توحيد هذا الكيان تحت مسمى المملكة العربية السعودية بعد أن كان أجزاء متفرقة لا يجتمع بها سكن أو بشر.
إن جهود الملوك البررة من أبناء الملك عبدالعزيز جاءت لتكمل المسيرة وتطور النماء وصولاً إلى هذا العهد الزاهر الميمون عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- الذي يشهد نمواً ونقلة هائلة في الكثير من المجالات وتحولاً كبيراً في الاقتصاد تقوده رؤية المملكة 2030 التي تبناها سمو ولي العهد -رعاه الله- وتؤكد على تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط بالإضافة إلى جذب رؤوس الأموال الأجنبية وتنشيط السياحة وتقليص البطالة مما يشير إلى أننا على أعتاب تغير جوهري يقود السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة.
الحفاظ على مكتسبات الوطن من أوجب الواجبات فما بالك إذا كان هذا الوطن هو قبلة المسلمين ومهبط الوحي وهو البلد الذي شرفه الله بخدمة الحجاج والمعتمرين ورعاية زائريها ولذلك يجب علينا التكاتف والوقوف صفاً واحداً مع القيادة وعدم الركون لخفافيش الظلام ودعاة الفتنة.
حفظ الله ديننا وبلدنا وقادتنا من كل مكروه إنه سميع مجيب.
** **
- د. علي بن سليمان العطية