باقٍ ويعلو بيرقٌ وشعارُ
في الخافِقَيْن إلى علاه يُشارُ
باقٍ وعمر المرجفينَ مؤقَّتٌ
ومداك ليس لحده مقدارُ
وبناك أرسخُ أن تهز كيانه
ريحٌ تمر وما بنوا ينهارُ
باقٍ ولو ضجت وسائل حقدهم
باقٍ ولو حفت بك الأخطارُ
ويظلُّ هذا الشعبُ صنو ولائهِ
حتى يموت بغيظه ختَّارُ
يا ملهم الأجيالِ عشقاً خالداً
إن الحياةَ بغير حبك عارُ
النبضُ في مجرى العروقِ ملاحمٌ
شبَّ الزمان بها وسال نضارُ
ناغيتُ فيك الحسنَ أحمل في دمي
وهج الفؤاد يشب فيه أوارُ
وطفقت أمسح عن رؤاك غشاوةً
حتى تبدى معلمٌ ومنارُ
قدرٌ بأني في هواك ربابةٌ
يلتفُّ حول غنائها السمارُ
يا موطناً ما زال يسلف ضامناً
ألاّ يزال بأرضهِ أحرارُ
يتعطرونَ بتربهِ وسمائهِ
ويصان ألاّ يشترى ويعارُ
أأضلُّ والممشى إليك طريقهُ
أأخافُ والمولى لأرضك جارُ
يا أيها الوطنُ الكبير تحيةً
في عيد مولدك الجميل فخارُ
وتمرُّ في مجرى الزمان فتنحني
هذي الرؤوس وتخشع الأبصارُ
إني رأيتك لوحةً عربيةً
ما خطها عجمٌ ولا استعمارُ
ورأيت أجمل ما رأيتُ مواطناً
مد اليدينِ بوجههِ استبشارُ
مد اليدين مصافحاً لا ينثني
ملكاً عليه مهابةٌ ووقارُ
سلمان من نبت الربيع بكفهِ
فالعيشُ أخضر والحياةُ نُوارُ
في ظله جر السلامُ رداءه
حتى الرخاء على يديهِ يدارُ
منه تعلمنا السباق إلى العلا
حتى يضجَّ ويتعب المضمارُ
سلمان يا ملك العروبةِ هذه
ذكرى تمرُّ وعهدك المختارُ
تحلو الحياة إذا رأيتك باسماً
وتطول عند لقائك الأعمارُ
وعلى يمينك من بَنِيْك مؤيدٌ
بالحقِّ تعلو وجهه الأنوارُ
لم يدخر جهدا لعز بلادهِ
وتحمّل الأعباءَ وهْي كثارُ
وإذا رأيت حياتهَ فسماحةٌ
وبساطةٌ منها عليه نغارُ
ساوى الجميعَ فليس ثمت فاصلٌ
وإذا النبوغُ بجيلهِ المعيارُ
وبنى فأعلى في الممالك دولةً
تاهت بحسنِ بنائها الأفكارُ
هي مجمع الدنيا الفسيحة كلها
للمشرقينِ منارةٌ ومدارُ
إني رأيت المجد دار عوالما
حتى استقرَّ بها فطاب قَرارُ
يا ابن الذين بذكرهم وبقربهم
وبحبهم يتجمَّل الأخيارُ
الفضلُ بادٍ والزمانُ مساعدٌ
والوقتُ أجملُ والمنى تشتارُ
أوليَّ عهدِ مليكنا سرْ مؤْمنا
إنَّا وراءكَ ما أطل نهارُ
هي بيعةٌ منا إليك مصونةٌ
إنَّا لغير هداك لا نختارُ
** ** **
- شعر/ خالد الغيلاني